الحبّ يصنع المعجزات.. وحدوثه أجمل معجزة..
سبق لقلبها أن لامس تلك المعجزة.. فمنحتها الانطلاقة الأجمل في الحياة..
تماماً تقصد ذلك الدفق والاندفاعات الجميلة لعيش كل التفاصيل كما لو أنها أثمن وأحلى ما يحدث لنا بحضور الحبّ.
لماذا تتحدث عن الحبّ..؟
لأن بعض الأصدقاء يرى أنها تستحق الأفضل.. كأن تنطلق تلك الانطلاقة التي تمنحها قيمة مضافة مغايرة لكل ما خبرته إلى الآن.
من البديهي أن يتمنى لنا الأحبة والأصدقاء الحقيقيون ذلك، وأن نبادلهم ذات التمني.. لكن وعلى طريقة “جاك دريدا” في تفكيكه الحب، حين تساءل: “هل نحبّ الشخص لذاته أم لصفاته..؟”.. لماذا لا نفكك هذا (الأفضل) أو تلك (الانطلاقة)..؟
بالقياس إلى معاييرها “الخاصة”.. هي الآن، لربما، تحيا (الأفضل).. لكن لا مانع من أن يكون ثمة أفضل من (أفضلها)..
وبالنسبة لها عاشت انطلاقات كثيرة.. وتنتظر أن تغامر نحو المزيد منها.. ولو كانت قليلة.. لكن المهم أن تكون “فارقة”..
فما معنى أن ننطلق بالحياة..؟
هل يعني أن نمتلك القدرة على المزيد من الأحلام والنجاحات..
أو ربما المزيد من محاولات كسر الروتين من خلال تغيير (الاعتيادي) من يومياتنا، عبر السفر مثلاً.. أو اختبار أشياء وتجارب جديدة.. علاقات.. صداقات.. أشخاص آخرين.. أو اكتساب مهارات لم نختبرها ولم نفكر يوماً بممارستها..
يبدو لها أن الانطلاق بالحياة يعني أن نتمكّن دائماً من اكتشاف الجديد في ذواتنا..
أن نتفاجأ به.. ونحتفي بحضوره..
أن نقارب أفضل نسخة منّا.. ونحاول الإمساك بها والتماهي معها.. لتصبح الأكثر تواجداً ديمومةً.
هل تختبر هي أفضل نسخة منها..؟
ماذا عن أفضل (الأفضل).. أو ماذا عن إمكانية وجود الأفضل دائماً..؟
وبالتالي نحن في سباق دائم مع ذواتنا لزيادة جرعة الاكتشاف/الكشف منها..
فتجارب الحياة تبدو اختبارات لالتقاط جانب خفيّ منّا.
تجارب الحبّ، على سبيل المثال، كانت دائماً انطلاقات جديدة في معرفة نفسها أكثر عبر (النبش) داخلها..
وكأن كل حبّ كان مرآة عاكسة.. كان “بلّورة” تعكس لها جزءاً من شخصيتها أو ذاتها..
هكذا تُجمّع وتراكم (بلّورات) الحبّ..
تقف قبالتها.. تتأمّل ما تجعلها عليه.. وتنطلق من جديد..