من العالم الأزرق الذي يرهقنا بما يقدمه.. وكثيراً ما نشكو أنه لا يقدم شيئاً نافعاً، ولاسيما..
من هذا العلم ونقلاً عن إحدى الصفحات وقعت على هذه القصة الجميلة والمعبرة بما تحمله من دلالات نحتاجها الآن، ولاسيما أننا نعبر مرحلة دقيقة زاد فيها الحديث عن جدوى ما نقوم به فالأجر الذي نتقاضاه لا يكاد يذكر.
تقول الحكاية: (يُحكى أنَّ وزير الصناعة في الهند كان يزور أحد المصانع، فلفت انتباهه عامل يُعبّئ المسامير في العلب، وهو يغني ووجهه يطفح بعلامات السعادة، فاقترب منه وسأله مستغرباً سعادته: ماذا تفعل؟
فأجاب:أصنع الطائرات!فخاطبه متعجباً:طائرات؟
فرد الرجل بكل هدوء وثقة بالنفس: نعم سيدي طائرات، هذه الطلبية لشركة تصنيع طائرات، والطائرات التي تسافر عليها لا يمكن أن تطير من دون هذه المسامير الصغيرة!).
نعم لقد كشف هذا العامل البسيط لنا سر قيمتنا ونظرتنا لأنفسنا، وأحد أسباب سعادتنا.
ثمة فرق كبير بين من يرى نفسه جامع المسامير وبين من يرى نفسه شريكاً في صنع الطائرة.
وربما علينا أن نتذكر المقولة المعروفة قيمة المرء بما يتقنه وليس بما يتقاضاه فالأجر مهما كان كبيراً لايمكن أن يكافئ جهدك ولكن المكافئ أن تثق أنك ذو قيمة مهما كان عملك.
فثمة(فرق كبير بين من لا يرى من وظيفته إلا الأجر الذي يجنيه وبين من يرى الأثر الذي يتركه.
أنت لست مجرد كنّاس للطريق، أنت تساهم في تجميل وجه المدينة.
أنت لست مجرد خياط، أنت تهب الناس لمسة أناقة.
أنت لست مجرد خطيب على المنبر، أنت تُمهد طريق الناس الصواب.
أنت لست مجرد مُدرّس أولاد، أنت صانع أجيال.
أنت لست مجرد طبيب أنت مخفف آلام البشر.
أنتِ لستِ مجرّد ربة أسرة، أنتِ أول وأهم مُربٍ، فليس ثمة أهم من صناعة الإنسان.
وتخلص القصة إلى التركيز على العبر:
«كل من لا يرى من عمله إلا الأجر الذي يتقاضاه هو إنسان أعمى لا يرى،وهناك أثر يجب ألا يغيب عن بالنا، وهو الذي يجعل العمل رسالة، ويعطي الإنسان قيمته، وقيمة الإنسان الحقيقية هي الطريقة التي ينظر بها إلى نفسه، لا الطريقة التي ينظر بها الآخرون إليه، ولا أحد يستطيع رفع قيمتك ما لم تكن أنت تشعر بقيمة نفسك!».
تُرى كم نحن بحاجة إلى مثل معنويات ذلك العامل الهندي البسيط.
شكراً لراوي الحكاية التي تشعل قبساً من نور في حالك ظلمتنا.