يزخر مجتمعنا السوري بقيم المحبة والتكافل والتعاضد وتبجيل من يساعد الفقراء والمحتاجين، ففي كل بيت وفي كل حي في المدن، وفي كل قرية ومزرعة، نجد من يهب لمساعدة فقير أو محتاج وأحياناً نرى أعمال محبي الخير تتفوق على المنظمات الإنسانية الكبيرة.
منهم من يتبرع بأمواله أو يمنح بيتاً آخر يملكه لعائلة فقدت منزلها دون أن يطلب إيجاراً شهرياً، ومنهم من يخصص جزءاً من دخله الشهري لمساعدة مريض بحاجة لعملية جراحية أو طالب بحاجة إلى مصروف جامعته ومستلزماته التعليمية.
ومنهم من يشارك في العمل التطوعي، ويمنح أبناء حيه الدعم النفسي والمعنوي ويعلم الشباب ويساعدهم على اكتساب المهارات، ومنهم من يقدم الطعام أو الملابس والألعاب والأثاث القديم والكتب وتسليمها للجمعيات الخيرية أو الإنسانية المعتمدة والمعروفة بمساعداتها المستمرة للمحتاجين، ومنهم من يتبرع بمستلزمات الشتاء للنازحين واللاجئين ويخفف عنهم البرد الشديد والكوارث الطبيعية التي تنجم عن حالات الطقس القاسية، ويدرك الجميع أن التبرع بمستلزمات الشتاء من أفضل التبرعات التي يمكنك تقديمها وخاصة للأطفال والأسر الفقيرة التي تحتاج الأرضيات العازلة والأغطية البلاستيكية العازلة للخيم والبطانيات بكل أحجامها، والأطعمة المعلبة، والدواء والمستلزمات الطبية.
مجتمعنا السوري يزخر بأمثال هؤلاء الذين يجودون بكل ما يملكون من أجل إدخال الفرح لقلوب الآخرين، وتراهم يبحثون عنهم ليقدموا لهم المساعدة إما بشكل مباشر أو عن طريق الجمعيات الخيرية التي تقوم بدلاً عنهم بهذه المهمة الإنسانية، ويكبر مجتمعنا بهؤلاء وأمثالهم، لأنهم مثال السخاء والكرم ويشكلون لوحة جميلة كألوان قوس قزح لها رونقها وبريقها وكل لون له تميزه وجماله.
جمال شيخ بكري