الملحق الثقافي- رجاء علي:
أنت تكتبين وتكتبين
تلهثين وراء الكلمات
وجيشا منها تشكلين
وعلى مرور اللحظات
تبقين على قيد الحب تتأملين
هوت عروش النور
على تلك الهضاب الغافية
تحت السحر
وأنا من نافذتي أراقب
تلفح وجهي نسمة
ويصلني من هنا وهنا بضع
كلمات لعابرين
أستقبل الشفاه المطبقة بألف سؤال
أسافر على عجلات من ورق
لعالم فاق الخيال
ترتعش روحي
تصير قمحا وتتفجر بالحلم
يأخذني إلى المجهول أقتطع
منه بعض القصص
ألهث إلى أوراقي البيضاء
ليس سواها من يستوعب
ارتجاف الموال على
صدري
أقرع باب الكلمة
وأبدا بزرع شتلات هنا
في حقل سطوري
تنازعني المفردات
تتمرد هي عبث وخطيئة
وقطيع من قصيدة
وربما قصة قصيرة
لكنني مشحونة بالليل بالقمر
بعطر حبيب مضى
بينبوع إذا رشفت الماء
منه صرت قديسة
أشعل البخور
والشموع على حيطان أجساد
داست بلا ترتيب
على مسافات الفضيلة
أكتب وأجمع القصص
أبهج الر وح العتيقة
ببقايا قهوتي
وغيم أدمن السفر
والسماء فسيحة
جربت مرة
ملأت قلبي بالجمال
تطهرت بعطر نجمة عاشقة
وتحت ظلال قمر شاحب
وقفت أحصي الأصابع
ألون وريقات الخريف
واصنع من الطين جرار
أزين بها الحديقة
أهملت قلمي وضاع عطر أوراقي
غافل الغبار مكاني
وصار مشتعلا بوجوه كئيبة
لم أنتظر لتنمو بين أوراقي
طحالب وخيوط عناكب
تهيئت للكتابة بطقس
وعطر وبعض الأغنيات
ومضى قلمي فارسا
يمخر عباب ويمطر كالسحاب
نبتت على المفردات
أغصان وتدللت وردة
وغنى مزهوا كنار
يالله صار القمر طائرا
يحط بجناحيه
كل مساء على شرفة قصصي
يقرا ويغني ويرسل الرسائل
تغيرت صرت سمكة ذهبية
صرت دكانا للحكايات
صرت قافلة ومحطات
تعالي ياكلماتي
تراقصي هنا وتمايلي هناك
اغضبي وعتقي الأحلام
وعلى جوانب كل زاوية
اتركي قصة
قصيدة
قنديلا
وقرابين للعشاق
العدد 1155 – 15-8-2023