ذهبت سورية إلى الصين أم الصين حضرت إلى سورية.. هذا ما يراود الكثير ممن تابعوا مشهد زيارة السيد الرئيس بشار الأسد والوفد المرافق. لم تكن الزيارة عفوية ولا هي رحلة إطلاعية وحسب، هي إعلان عن علاقة استراتيجية أعد لها بدقة متناهية، أعلنتها الصين في معركة حسم اقتصادية.
المعركة بدأت مع الفيتو الصيني الروسي أكثر من مرة، لصالح سورية. حسمت عسكرياً ببطولات الجيش العربي السوري ومساندة روسيا، ما خذل أردوغان وزمرته الماسونيه، ومزق عباءته الإخوانية، ليكشف هويته الحقيقية لصالح أبناء الدم الذين يحتلون فلسطين، حين حاول أن يكون بديلاً عنهم في الشمال السوري متجهاً إلى دمشق في أحلامه..
معركة الفيتو كانت الانطلاقة الأولى لتعدد الأقطاب وإنهاء القطبية الواحدة والهيمنة الأميركية التي زادت غطرستها بعد إشعالها النار في دول كبرى وصغرى وزحفها نحو الأمة العربية، بالربيع الذي حمل الموت والخراب في سورية خاصة، لصالح الكيان الصهيوني بذراع الإرهابيين من لقطاء العالم.
حشر أردوغان في إدلب وسيندحر منها، فطريق الحزام هو الطريق الذي سيسلكه التنين الصيني إحياءً لطريق الحرير الذي تأجل بسبب الحرب على سورية العقدة الأهم في الطريق التراثي..
الإعلان عن الطريق بدد حلم طريق بايدن، الذي خطط له العبور إلى فلسطين المحتلة لكنه استثنى تركيا.. كما أنها ليست في حسابات الحزام والطريق..
إلى أين تنتهي يا أردوغان.. رغم ماسونيتك وحزبك حيث لا عدالة ولا تنمية بل حرب واستعداء.. لصوصية القمح لتجويع السوريين، ومساعدة أميركا في سرقة النفط السوري للتضييق على الشعب السوري اقتصادياً.. رغم ذلك لم يعد التركي في الحسابات الأميركية الحاسمة.
وقفت روسيا مع سورية لتحبط مؤامرة الكيماوي على سورية وساعد سلاحها الجوي الطيران السوري لحسم أكثر من معركة في الحرب الهمجية على سورية..
سينفث التنين الصيني ناره على كل من سيحاول عرقلة الحزام والطريق، الذي سيخفف والمشاريع الاستثمارية، وتنفيذ الصغيرة منها من الضائقة الاقتصادية الواقعة على الشعب السوري، التي فرضها الأميركي أحادياً مخالفاً مواثيق الأمم المتحدة..
لامساومة على السيادة السورية، عسكرياً واقتصادياً، وكلاهما ينتجان الحل السياسي على طاولة العمل لإنهاء (الأزمة السورية) حيث ما زالوا يتداولون المصطلح ليخففوا من وقع الهزيمة التي منيت بها الدول المتآمرة على سورية بهزيمة الإرهاب الذي صدّروه لتحطيم الدولة السورية.
الجيش العربي السوري الذي انتصر في حرب تشرين التحريرية، ونحن في رحاب ذكراها، أثبت بسالته في مقارعة الإرهاب. وما زال متأهباً لتطهير الجيوب التي يحركها الخونة والخلايا النائمة، حيث الانتماء لا يتجزأ والهوية الوطنية لا تنكسر، وإن ساندتهم أميركا المرفوضة جماهيرياً حيث تتواجد على الأرض السورية، والعشائر العربية تواجه قسد الذراع الأميركي، أميركا تفقد بعضاً من هيمنتها رغم سرقتها للنفط السوري، سنصل للحظة التي نوزع بها المناديل لمن سيندحرون خارج الجغرافية السورية كما اندحر من مرّ بتاريخ سورية مهما كانت قوته..
لأننا كرماء ونتعامل بإنسانية سنوزع المناديل على ذوي المهزومين داخلاً وخارجاً لمسح دموعهم على من فقدوا..