ثمة قضايا قد تبدو صغيرة بحجمها لكنها كبيرة بمدلولاتها وخلفياتها لأنها تنعكس سلباً وعلى نحو مباشر على حياة المواطن الذي لم يعد يتحمل أكثر من ذلك في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة العامة في البلاد، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يحدث في مجال إصلاح أعطال الهواتف النقالة، أو إصلاح الأدوات الكهربائية المنزلية، حيث ازدادت أعطالها بسبب القطع والوصل المفاجئ للتيار الكهربائي ومجيئه ضعيفاً في بعض الأحيان، إذ يعمد القائمون على تلك المحال إلى استغلال حاجة المواطن، مع أن غالبيتهم غير مختصين ولا يفقهون شيئاً في إصلاح الموبايلات أو أي أداة كهربائية أخرى.
هنا يقع ممن يرتادون المحال تحت ضغط الحاجة في حيرة من أمرهم فهم لا يعرفون أين يذهبون، وعند إحساسهم بالغبن والاستغلال لا يعرفون لمن يشتكون، ولا يعرفون بوجود جهة رقابية تنصفهم وترد لهم حقهم، طالما أن المحال المذكورة تعمل بلا حسيب ولا رقيب، وهناك الكثير من القصص حدثت بهذا الخصوص ولا زالت تحدث كل يوم، يرويها أصحابها بشيء من الحزن والسخرية في الوقت ذاته لأنهم يشعرون في نهاية المطاف أنهم ضحية وأنهم مغفلون والقانون _ كما يقال _ لايحمي المغفلين .. لكن هل يعقل أن يبقى هؤلاء يصولون ويجولون على راحتهم مستغلين حاجة الناس وضيق ذات يدهم …؟؟