يقاوم الإنسان بمجرد الحياة والوجود على الأرض.. والاستجابة لمتطلبات المجتمع والأسرة، والنضال من أجل أن يبقى موجوداً وقائماً ليبني مستقبلاً أفضل في وطنه.. الفلسطينيون خاطبوا العالم من حولهم بالسياسة تارة وبالإعلام والصورة الصحفية تارة أخرى، لإيصال الفكرة والمعاناة وأيضاً الرؤية المستقبلية للأهداف التي يناضل الشعب الفلسطيني من أجلها.
لا مكان آمن في غزة- حسب منظمة الصحة العالمية- والنظام الصحي لم يعد قادراً على تقديم الخدمات ويجب التوصل لهدنة- وبكل معنى للكلمة- ولم تعد تخفى هذه الحقيقة على أحد.. حتى على العدو الصهيوني، والذي يحاول أن يخفي الحقيقة بأصبعه، يكيل الكيل بمكيالين.. فيظهر نفسه بأنه صاحب الحق الشرعي ويشوه الصورة الحقيقية لصاحب الحق الأساسي وهو الشعب الفلسطيني المعتدى عليه وليس المعتدي.
الأجيال الفلسطينية عرفت صور الانتفاضة الأولى والجندي الصهيوني حاملاً الحجر يكسر به يد فلسطيني مقيّداً بالأصفاد. وهذا الطفل كبر اليوم وأصبح مقاوماً لقوى الاحتلال الصهيوني، وكيف اليوم وهذا الجيل يشهد ويقاوم ويضرب في “طوفان الأقصى”.
الرد الحق للمقاومة الفلسطينية على ممارسات الاحتلال الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، يثبت حقه في إنشاء دولته المستقلة على أرضه وممارسته لحق العودة المشروع وبناء مستقبل يليق به وبتراثه وبكرامته التي حاول المستعمرون الصهاينة سلبها.
إنّها فلسطين. إنّها الحلم، تربينا على حبّ القضية، استمر التعلّق بالأرض من جيل إلى جيل، وساهم الفلسطينيون في نقل حبّ فلسطين فزرعوه في قلوب الأحرار، كلّ أحرار العالم، فهم يد بيد مع إخوتهم السوريين، لأننا شعب وأرض واحدة، لولا هذا المستعمر والحدود المصطنعة من قبله.. وهذه الحدود فرقتنا بالأرض ولم تفرقنا قلباً ووجداناً ونضالاً.
مع مواصلة العدو الإسرائيلي الفاشي جرائمه في غزة.. لا يمكن للعالم أن يقف مكتوف الأيدي أمام المعاناة في القطاع.. مسؤولية جماعية التي تقع على عاتق الجميع لحل المسألة الفلسطينية والتي طالت عقود طويلة مضت، وبقيت بلا حل، والمدنيّون هم من يعانون أكثر من غيرهم بسبب العنف والقتل والتحريض والهدم والاستيطان غير الشرعي، وغيرها.