الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:
قال مخرج ومؤلف مسرحية “ضابط ائتمان” فهد رحمون حين سألناه على هامش العرض لفرقة المسرح القومي بحمص، عن سبب اقتباس نص من المسرح الروسي: بما أن المسرح يعكس الحياة المعاشة في الواقع ويقدمها بأسلوب فني تحكمه شروط فنية من ديكور وموسيقا تصويرية وسينوغرافيا، فيمكنه أن يكون عالمياً، لأنه يجسد قضايا الإنسان أينما كان، وقضايا الإنسان واحدة في كل مكان، وهذا لا يعيب العرض ولا يقلل من أهميته ولاسيما أنه من السهل إسقاطه على واقعنا، وموضوع المسرحية يهمنا كما يهم إنساناً في روسيا أو أمريكا أو الهند. فمشاعر الخوف المسيطرة المجسدة في النص المسرحي لا تختلف بين إنسان وآخر على الرغم من اختلاف بيئته الجغرافية.
الفنان ورد عيسى قال: بغض النظر عن الفترة الزمنية التي عالجتها المسرحية أو مولد كاتبها المسرحي الروسي ألكسندر فامبيلوف ( 1937- 1972) فإنها تصلح لمجتمعنا وتتناسب مع وقتنا الراهن، مشيراً إلى الأسلوب الكوميدي الممتع الذي أتقنه معد ومخرج العمل فهد الرحمون، والعمل على قضية اللهجة والديكور وأداء الشخصيات المُتقن بدقة.
وتقوم فكرة المسرحية على خوف مدير فندق، تنزل فيه إحدى المعلمات، من ضابط الائتمان الذي اقتحم غرفتها لمتابعة مباراة في كرة القدم عبر جهاز التلفزيون الموجود في غرفتها، وفي هذه الأثناء كان مدير الفندق يقوم بجولة مسائية ليتهم المعلمة والشخص الذي كان مجهولاً بوجود علاقة غير شرعية بينهما، فيُخرجه من الغرفة ويلكمه.
وبعد تلميح من المعلمة باحتمال كون هذا الشخص مهماً أو من مؤسسة مهمة، يبدأ خوف المدير خاصة بعد أن يتأكد من موظفي الاستقبال أن نزيل الغرفة 211 هو ضابط ائتمان، فتبدأ رحلة استفساره عن معنى عبارة ضابط ائتمان بأسلوب كوميدي شيِّق أمتع الجمهور، وتتصاعد الأحداث مع عدم معرفة الجميع إلى أن يطلب من صديقه الدكتور إعداد تقرير له يثبت جنونه، ليكتشف في النهاية أن ضابط الائتمان ما هو إلا موظف في البنك ومهمته لا تتعدى التواصل مع عملاء البنك.
أحداث ثانوية أخرى تخللت العرض كعلاقة المدير بزوجته وصداقتها مع أحد النزلاء في الفندق، وهكذا يريد مدير الفندق أن يتحول إلى مشاهد للأحداث بدل أن يكون فاعلاً ومؤثراً فيها، فينزل عن خشبة العرض إلى المدرج ويتمشى بين الجمهور في إشارة إلى الهروب من واقع اكتشفه خلال رحلة خوفه من ضابط الائتمان.