الملحق الثقافي- محمد خالد الخضر:
هناك عوامل كثيرة تسهم في انتشار الإعلام المعادي والمتآمر على قضايا العرب، وخاصة قضية فلسطين التي تتصدر سورية الدفاع عنها منذ زمن طويل.. وليس فقط الآن أمام قضية غزة التي تواجه أصعب أنواع الجرائم ..وها نحن نجد ونلاحظ أغلب الحقائق التي تحدث على أرض الواقع مقلوبة إلى حد صار بعض المعنيين من العرب يبررون ما تفعله عصابات الكيان الصهيوني.
هذه الأمور التي لعبت في إغنائها عوامل ضعف التعامل العربي مع فهم الإعلام والثقافة والاكتفاء بالصور والعناوين .. وتلقف الإشارات والاقتداء بانتشار الصورة دون فهم أي معنى لما هو مكون لحالة من الحالات الفاسدة والمتآمرة .. وهذا ما يدركه العدو ويعمل من خلاله .. لذلك حرص على دعمه وقوة حضوره .. وذلك بعد أن أدرك الآخرون أن المضمون يسيطر عليه من يمرق إليهم ويرضيهم بتطلعاته الإعلامية والثقافية .. وهذه الأمور التي تدفع ثمنها غزة الآن وباقي الأراضي المحتلة.
وما يجب أن يفعله الإعلام العربي حتى يتصدى ويفند كل ما يقوم به الغرب وأميركا والموساد الذي يقود المعركة الثقافية والإعلامية المعادية .. أولاً أن يولي المفاصل إلى من يستطيع إدراك المؤامرات والمعنى البنيوي لإشغال القاعدة الشعبية بالصورة المشوهة، وثانياً أن يدرك ويتابع ما يكتبه العدو وعملاؤه وهي أشياء بمتناول الأيادي ليست عصية .. يمر عليه الإعلامي ويهملها وينشغل بـ (بونجور وهاي وصباحك عن جديد وغير ذلك) .. وهل يعرف أغلب المثقفين والإعلاميين أن الشاعرة فدوى طوقان ذكرت في مذكراتها المنشورة في بيروت أنها زارت مع ابن عمها رئيس الوزراء الصهيوني (موشي دايان) إلى منزله وفي سياق الحديث طلب منها أن تقنع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتطبيع العلاقات مع ما سمته إسرائيل، والمفاجأة فيما قالته فدوى طوقان في مذكراتها الصادرة في طبعتين الأولى في بيروت والثانية في عمان قائلة: (في كثيراً من العلاقات التي عاشها نجيب محفوظ مع الاحتلال منها ..
قال الباحث والناقد (الإسرائيلي شاشون سوماخ) يعرف نجيب محفوظ جيداً وقبل أن يحصل على جائزة نوبل وترجم له الروائي الإسرائيلي (سامي ميخائيل) عدة أعمال وكتب عنه عشرات المقالات وميخائيل شيوعي من يهود العراق.
ومما قاله (شوشان سوماخ): تجاوز محفوظ عصره ومعاصريه في علاقاته بإسرائيل والتي كانت تستحوذ على كل مشاعره واهتماماته وبسببها شن حرباً ضروساً ضد نظام عبد الناصر عدو إسرائيل الأكبر وكان الهجوم بعد وفاة عبد الناصر ..
وأعلن محفوظ صراحة أن لإسرائيل الحق في الوجود كدولة وهي جزء من نسيج المنطقة وعامل مهم في تقدم المنطقة واستقرارها.
وقد بدأ اتصالاته العلنية والمباشرة بعد أن كانت سرية عام 1971 التي كشفها العميد في الجيش الإسرائيلي (متتياهو بيليد) الذي أنهى خدمته في الجيش وذهب إلى أميركا لينال شهادة الدكتوراه في أدب نجيب محفوظ.
وانتقد كل منهما جمال عبد الناصر لأنه دخل حرب تشرين.
وعبر نجيب محفوظ بحسب المصدر سوماخ عن احترامه علناً للإسرائيل، وتحدث في ذلك عن كتاباته وبرغم ما فعله محفوظ وأمثاله ظل المصريون محافظين على هوينهم وانتمائهم
……
من المصادر جريدة هاآرتس تاريخ 4 / 9 / 1998
وكتاب رموز تحت الرحى الصادر عن اتحاد الكتاب العرب في سورية للباحث الفلسطيني جودت سعد .. ومن هنا يأمن العدو فالعربي يمضي ويرفع هؤلاء ومثلهم شعارات وطنية .. فلا خوف من شعب لا يعرف عدوه من صديقه ولا خوف من إعلامي لا يتقن إلا الدبكة والغناء ..وإذا أردنا أن يسقط إعلام العدو علينا أن ننهض بمعارفنا وإلا لا فائدة لأن ما أوردته جزء من المهزلة وهناك كتاب وشعراء يكتب عنهم يومياً وهو في جعبة الموساد .. والبقية تأتي.
العدد 1170 – 5 -12 -2023