هل سيبقى الإعلام الغربي مصدر المعلومات في العالم ..؟

الملحق الثقافي- خالد عارف حاج عثمان:               

التضليل – لغوياً – من جذر الفعل الثلاثي «ضل» أي «ضاع وهلك», ورجل ضليل (و) مضلل (أي ضال. جدا ..صيغة مبالغة اسم الفاعل… وصفة مشبهة باسم الفاعل.. و»الضالل» هو ضد الرشاد او الرشيد. وهو الهالك أيضاً..
والتضليل مصدر على وزن»التفعيل» تدل على المبالغة….
والإعلام هو مصدر للفعل الرباعي أعلم ..إعلام..ومثله الإخبار من أخبر يخبر إخباراً.. وهو نقل المعلومات والأفكار وماشابهها عبر وسائل الإعلام والتواصل المقروءة والمسموعة والمرئية..والانترنت وغيرها بما فيها الإنسان كوسيلة إعلامية بشرية لها ذات التأثير الصادر أو المتوسل بالتكنولوجيا والتقنيات بل ربما أكثر…
ومع اجتياح العولمة والغزو الثقافي للعالم..من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية للعالم بشكل عام وتأثر المجتمع العربي بهذا التفوق والسيطرة الغربية..والاستعمار الحديث برز مايدعى بالتضليل الإعلامي كحالة هيمنة..ولوبي إعلامي يتحكم بالرسالة الموجهة للعالم جوهراً وشكلاً واستخدامها للسيطرة العقلية أو تمرير سياسات استعمارية تهدف إلى تحقيق غايات مشبوهة اعتماداً على الكذب..أو انتقاص الرسالة وعدم تقديمها كاملة أو تأديتها ظاهرها «العسل» وباطنها أو داخلها السم..
وهذا مابرز جلياً في العدوان الصهيوني على غزة وفلسطين بل والعالم أجمع…
لكنه في حرب غزة يخلع الإعلام الصهيوأميركي عن سوءته «ورقة التوت» وقد بدا جلياً حجم التضليل الإعلامي الذي يمارس هناك هادفاً إلى تغيير الحقائق وتشويهها أمام الرأي العام العالمي..
من هنا وللأهمية تطرح جريدة الثورة وملفها الثقافي هذا العنوان بل السؤال الذي تقدم
.على الأدباء والمفكرين والإعلاميين في سورية وخارجها..ليدلوا بآرائهم ويقدموا وجهات نظرهم ورؤاهم…مساهمين في فضح التضليل الإعلامي الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية واللوبي الصهيوني..
لنتابع من حاورناهم ..وماذا قالوا؟

المسيطر والسائد وعلاقته بحوار الحضارات..
بدايتنا مع الأديب والناقد القاص والدكتور زهير سعود:..
سؤال ملحقكم في مكانه المناسب وهو يطرح إشكاليتين، الأولى عمومية أممية تتعرض للمسيطر والسائد وما تناوله صموئيل في حرب الحضارات. والثاني تفرّع عن الأصل وهو النموذج المعاش في حرب غزّه. ثم لا بد من إبداء الرأي في مقومات السيطرة وهل هناك بصيص ضوء للتغيير في هذا العالم. أعتقد أن الأمر يحتاج لكتاب……

مصطلح «الحرب خدعة» وأبعاده..
الشاعرة نرجس عمران توضح قائلة:
كم سمعنا منذ نعومة أظفارنا مصطلح (الحرب خدعة)
هذا الوصوف للحرب يشمل في أحد معانيه
الخدعة العسكريّة والسياسيّة والإعلاميّة والإعلانيّة
أتذكر أحاديث أهالينا والأجداد أنَّه كانت نقطة البدء في حربنا مع إسرائيل عام ١٩٧٣ هي أغنية لفيروز .
فهي خدعة صغيرة تلقت الجيوش من خلالها أمر البدء بالهجوم.
مجرد أيضاً أن نقرأ في الكتب ونسمع في القصص وتطالعنا الرِّوايات أنَّ الحرب كرٌّ وفرٌّ نعرف أنَّ هذا يعني الخديعة
نكرُّ اليوم فنوهم عدونا بالانسحاب كي نباغته لاحقاً هذا يوضح أيضاً معنى الخديعة.
والآن مع تعدد وتنوع وسائل الإعلام والإعلان كان لا بدُّ من استثمارها في الحرب في عملية الخديعة هذه
لتروج هذه الطفيلية الصهيونية في العالم بأسره ماتريد وتضلل العالم بما تريد وتنقل للعالم أجمع الرُّؤية التي ترغب والأخبار التي تشاء وتغذي العقول بالمعلومة التي هي من صُنعها وتخدم مصالحها كي تكرس لفعلها تضامنا عالمياً قدر المستطاع وتستقطب تعاطفاً ودعماً يكون لها عاملاً مهماً في تصنيع القرارات وخاصة الدوليّة لتكون في صالحها..
هذه بعض الأفكار في سياسة بعض الدول في الحروب وليست وسائل الإعلام هي وسائل تضليل لدى الغرب فقط في الحروب بل هي أدواتهم في العموم وبكلِّ خصوص يعنيه أو لا يعنيه.
ففي حرب الكون ضد بلادي سورية تفننت وسائل الإعلام الغربية وغير الغربية المُسيّسة عموماً وخصوصاً وبعضها أُنشئت بالذِّات لغرض التضليل لقد تفننت في نقل أخبارٍ ّواصطناع أحداثٍ وطرحِ حجج كلُّها باطلة لتضلل الشُّعوب حول حقيقة ما يجري وتبعاً لمصالحها وعلاقاتها وسياساتها.
وحرب غزَّة اليوم أكبر دليل على هذا النهج حيث يغيرون الأحداث بخبثهم ويقلبون الحقائق ليخلقوا حالة من الجدل ومضيعة الوقت وكسب التعاطف والقرارات كلّها كي تكون دعماً وعوناً لهم في حربهم البغيضة هذه.
كيف سيبرر هؤلاء الصهاينة وجودهم في أرض ليست لهم وحربهم التي شنت على شعب أعزل فباتت إبادةً جماعية بحق الحجر والبشر والشَّجر.
لقد جاؤوا بأبشع الصُّور وارتكبوا أشنع الحروب وخالفوا كلَّ المواثيق الدوليّة والقرارات والأعراف التي من شأنها جعل الحروب بين الدول حروباً عسكرية والحفاظ على أرواح المدنيين وسلامة المرافق العامة وغيرها
كل ُّهذه الاعتبارات ضرب بها الصهاينة عرض الحائط
حتى الأجنَّة في الأرحام لم تسلم من عدوانهم
وكل ُّهذه البَّشاعة كان لا بدُّ من تبريرها وتحسين صورتهم أمام الشُّعوب الأخرى والرَّأي العام العالمي والدُّولي
فشنتْ حرب الإعلام بكلِّ رياءٍ وهم ماضون بها حتى تحقيق مرادهم. للأسف هم أقصد الصهاينة رغم حداثتهم في منطقتنا العربية وعدم شرعيتهم أصلاً وصغر عددهم إلا أن عُدتَّهم هائلة فمن خلفهم تقف أميركا وهم يشكلون جزءاً لا يستهان به صناع القرارات في محافلها.
لهذا في أي ّخطوة تخطوها هذه الباغية الطاغية نرها واثقة وقحة فهي مدعومة من أكبر دول العالم وللأسف فإن أيَّ تدخل عربي علني سيحول المنطقة إلى حرب عالمية
الصورة الحقيقية واضحة ومعروفة وبمراجعة بسيطة للتاريخ
نعرف ونتأكد أن فلسطين عربية ومهما صدرت إسرائيل وأعوانها من صور لن تغير الحقائق وتشرعن الرذائل لأنَّ دوام الحال محال والحق لا بدَّ أن ينتصر ونرى بوضوح كيف انتفضت الشعوب في مختلف بقاع العالم؟ مطالبة بوقف هذه الإبادة عن غزّة هذا دليل وعي ٍّوثقافة تاريخية وإنسانية ومها طال حبل الكذب فهو قصير وخاصة أن أهلنا في غزَّة الصُّمود والصَّبر أبطال أشاوس ومستمرون في المقاومة إلى النَّصرالمحقق واسترجاع الأرض أو الشَّهادة
فلا تضليل ولا كذب سينفعهم فالشَّمس لاتجحب بإصبع أبداً
حماكم الله يا أهلنا في غزة ونصركم وكان معكم وجعلكم للعالم أجمع خير مثال عن خير أبطال ..
الإعلام الغربي المخادع وتصدره عالمياً بتضليله..
بهذا تعنون الشاعرة زهراء قوجة مشاركتها ملفنا هذا..فتذكر:
الإعلام الغربي يتصدر الشاشات العربية والعالمية ولكن هل مايقمون بنشره صحيح هل المعلومات التي يستعرضونها تحصل على أرض الواقع … للأسف لا ليس كل مايظهرونه موجود على أرض الواقع فهم يسعون إلى تضليل الحقائق ومن بينها تحسين صورة الصهاينة في وجه العالم الغربي وهم بالأساس لم يكونوا إلا وجهاً للبطش والدمار فقد قتلوا وسلبوا ودمروا كل مايرونه أمامهم متذرعين بأنهم يقومون بحمايتهم، وهذا ما نشره الإعلام الغربي منذ بداية القضية الفلسطينية وما بعدها فقد نشرت قناة روسيا اليوم في عام 2014 من خلال تسليط الضوء على منظمة هيومن رايتس ووتش التي يفترض أن تكون حيادية وتعارض الجرائم الوحشية استخدمت عنوان (هجمات صاروخية فلسطينية عشوائية)ومع أن استخدام هذه العناوين التي تصور العنف على أنه حاصل من قبل المواطنين الفلسطينين وأن الصهاينة هم العنصر الضعيف في هذه القضية والمغلوب على أمره ولكن هل يمكن لشعب تملأ الطيبة قلبه واستنزف من دماء شبابه مايروي الكرة الأرضية بأكملها أن يكون قادراًعلى فعل مثل تلك الجرائم ولكن إلى متى سوف يبقى الإعلام الغربي يشوه صورة الشعب الفلسطيني لابد أن تظهر الحقيقة في يوم من الأيام وعلى الملأ أيضاً
مرة أخرى وثالثة ورابعة…وعاشرة تتكشف لنا حقيقة الوحشية والإجرام والخداع الإعلامي الأميركي الإسرائيلي..
هذا الخداع الذي يتبدى بأكثر من لبوس.
لبوس الحمل الوديع ..الشعب الكيان الإسرائيلي الصهيوني المغلوب على أمره والمهدد …وضرورة الدفاع عن نفسه ومؤسساته كما يسوق ذلك الإعلام الضليل..ومصوراً الانتصارات الخلبية..وطامساً كل الحقائق على الأرض الفلسطينية والأقصى وغزة خاصة..
إننا نستشرف انتصار غزة وأبطالها ونحيّ صمودهم وصبر أهلها وتضحياتهم..

             

العدد 1170 – 5 -12 -2023

آخر الأخبار
مبعوث ترامب: واشنطن تخشى اغتيال "الشرع" وتدعو لتأمينه وتوسيع الدعم لحكومته " الثورة " تفتح ملف تفاصيل وخفايا الجدال حول  استثمارات "تعبئة المياه'' الليكو لـ"الثورة": شروط صارم... رفع جودة الخدمات في اللاذقية قبل الموسم السياحي الشيباني يلتقي نظيره الفرنسي في نيس الفرنسية يربط الموانئ البرية والبحرية.. البراد: رفع الطاقة الاستيعابية لـ"معبر نصيب" الصناعيون يطرحون حلولاً إسعافية.. معامل السيراميك بين أزمة الطاقة والتهريب تكاليف الزواج تغتال فرح العرسان  هل يبنى الزواج على الحب..أم على الملاءة المالية ..؟! دراسات لمشاريع تنموية في درعا ضربات جوية تستهدف مناطق بريف إدلب تخلّف قتلى وجرحى كتّاب اللاذقية يطالبون بمشاركة أوسع وتحسين واقعهم المادي السورية للاتصالات: انقطاع الانترنت سببه عطل فني مؤقت تأمين مستلزمات العملية الامتحانية بالتعاون مع "اليونيسيف" الشرطة السياحية.. تعزيز للثقة بين السياح والمجتمع المحلي إزالة ألغام ومخلفات حربية في درعا  اقتصاد العيد.. يرفع حركة الأسواق 20 بالمئة السلم الأهلي.. ترسيخ القيم الاجتماعية والمبادئ السماوية د. عليوي لـ"الثورة": محاربة الجريمة بكل أشكا... ملك الأردن والرئيس اللبناني: أهمية الحفاظ على أمن واستقرار سوريا السّلم الأهلي.. يرسم ملامح سوريا ويخطّ مسارها الوطني تأمين نقل للمراقبين والإداريين المكلفين بالامتحانات في جرمانا "يديعوت أحرونوت":  استغلال ولاية ترامب للتوصل لاتفاقيات مع الدول العربية