الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
الحقُّ شمسٌ لا يحجبها ظل، مهما حاول الظلاميون إخفاؤه للتستّر على أعمالهم الشيطانية، بادعاءات كاذبة وتضليل إعلامي موجّه للمشاركة في إبادة شعبنا في فلسطين، كأن يتنطّح المحللون السياسيون باسم العدو الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية قصفت المشافي لأن المقاومة اتخذت منها مقراً لها، أي ادعاء هذا وأي سخرية راح ضحيتها الآلاف من الأطفال الرضّع والخدّج، وماذا عن استهداف النساء والأطفال والشيوخ وهم يعبرون إلى الأمان؟، وماذا عن استهداف الآمنين وهم يعبئون عبوات مياه الشرب؟ كل هذه الجرائم المؤلمة والأكثر فظاعة تداولها إعلام العدو ومن يقف معه في استباحة الدماء لإبادة شعب بهدف إفنائه وتهجيره وتوسيع الاستيطان وتمدده، يذكّرني هذا الألم الذي نعيشه قرابة الشهرين وأدمانا حدّ الوجع بقول الشاعر أمل دنقل: « أترى حين أفقأ عينيك، ثم أثبّت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟، هي أشياء لا تشترى.. هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ! قد تثقل القلبَ.. لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب! وهو ما يفعله الفلسطينيون اليوم لا يهابون الحصار والنار ولا يساومون لأنهم أصحاب حقّ وقضية، وإنّ التعاطف مع عدو له تاريخ حافل بالمجازر والإبادات الجماعيّة هو جريمة الجرائم، ولعل وعسى الفيديوهات التي صوّرت من تحت الأنقاض في يد أصحابها الداميّة وانتشارها عبر صفحات التواصل الاجتماعي تكشف جزءاً من الحقيقة وتزيح هذه الستارة الإعلامية لتكشف مسرح الجرائم المعمّدة بدماء الأبرياء التي تباع بغير ضمير على مرأى العالم.
العدد 1170 – 5 -12 -2023