هفاف ميهوب
إن سلوك المحتل الإسرائيلي في عدوانه على غزة، واستخدامه أسلحة حرّمتها القوانين الدولية، هو سلوكٌ مخالفٌ للاتفاقيات والأعراف الدولية والإنسانية والعسكرية.. ما فعلته اسرائيل لايقبله الضمير العالمي.. إنه أمرٌ فظيع لايمكن القبول به.
..إنه ما قاله الكاتب والمناضل الفرنسي «ستيفان هيسيل» المعروف بانتمائه للقضايا الإشكالية الكبرى، وأوّلها: قضية الشعب الفلسطيني.. المعروف أيضاً بتأييده لنضالِ هذا الشعب، وإدانته لكلّ عدوان تشنّه «اسرائيل» عليه وعلى أرضه، ودون أن يبالي بالاتهامات والتهديدات، التي اعتاد سماعها من اللوبي الصهيوني، لقد أطلق كلامه هذا، بعد أن تفاقم غضبه من ممارسات «اسرائيل» العدوانية، وقد بلغ هذا الغضب ذروته، عندما بلغ التسعين من عمره، وأطلق حملة «اغضبوا» ضمن كتابٍ هاجم فيه النقص في الإنسانية الغربية، مثلما ممارسات «اسرائيل» ووحشيّتها، خصوصاً تجاه شعب غزّة.. غزّة التي قال عنها:
«غزّة هي سجنٌ كبير غير مسقوف، ولمليون ونصف من الفلسطينيين.
سجنٌ ينتظم الناس فيه من أجل بقائهم على قيد الحياة، وما يتردّد في ذاكرتنا، ويساورها أكثر من مشاهد التدمير الذي قام به الاسرائيلي، سلوك الغزاويين ووطنيّتهم وحبهم للحياة».
لم يكن هذا فقط، السبب الوحيد الذي دفع «هيسيل» لإطلاق كتابه هذا، فقد كان أيضاً صديقاً للشعب الفلسطيني، وقد عاش القرن العشرين بكلّ مافيه من أحداثٍ وكوارث وصراعات، ما جعل منه المناضل الأكثر سعياً للدفاع عن حقوق الإنسان وقضاياه، ولاسيما قضية فلسطين التي تضامن معها، رافضاً ما تُمارسه «اسرائيل» بحقّ شعبها، من عنفٍ واعتقالات وإبادات..
أما عن النضال الأكبر لديه، فمطالبته بإدانة جرائم «اسرائيل» وانتهاكاتها، ودعوة المجتمع الدولي ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان، لمقاطعتها ومحاسبتها، وهو النضال الذي رافق عمره، مثلما حلمه:
«إن حلمي هو قيام دولة فلسطينية، هذا ما أريده وأرغب فيه، قبل الانتقال إلى الطرف الآخر، والضفة الأخرى من العالم».
كلّ هذا، كان دافعاً لصرخته «اغضبوا» وضمن كتاب اعتبر فيه بأن الغضب أساس المقاومة.. مقاومة الاحتلال الذي رأى من وحشيّته، ما جعله يسعى بقوّة لرفضه، ولإدانة ممارساته التي هي برأيه: «أعتقد يقيناً، أن الإرهاب غير مقبول، وأن «اسرائيل» ترغب في الاحتفاظ بالمستوطنات… يريدون إبقاء الاحتلال، وهذا يخالف القانون الدولي ومعاهدات جنيف، وأنا مدافع شرس عن القانون الدولي الذي تلتهمه إسرائيل».