الثورة – دمشق – رفاه الدروبي:
نظَّمت كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق في مركز فخري البارودي، معرضاً بحضور وزير السياحة محمد رامي مارتيني ومحافظ دمشق عنوانه “قتيبة في البارودي” ضمَّ نحو 300 لوحة ومجسمات ومخططات هندسية مستلهمة من أعمال الدكتور قتيبة الشهابي ومؤلفاته.
الاحتفاء بالمميزين
رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان أشار إلى ما قدَّمه الدكتور قتيبة الشهابي لدمشق، ومن واجب الجامعة الاحتفاء به لتوثيقه الكثير من الحياة الدمشقية ذات الطراز المعماري المميز فيها، لافتاً إلى أنَّ الجامعة تخطو خطوات متباينة للاحتفاء بالمميزين من جميع الاختصاصات.
عميد كلية العمارة ريدا ديب بيَّنت أنَّ فكرة المعرض نبعت من هدية قرينة الشهابي لمركز بيت البارودي ماجستير ترميم المباني في كلية العمارة لتكون مرجعاً لدمشق العتيقة من جهة وطلبة الدراسات العليا في أخرى، منوِّهة بضرورة توثيق كل صورة ومحاولة المقارنة بين ما أصبحت دمشق عليه في الفترتين الحالية والماضية، وتعتبر أهمُّ العناصر للكلية في إعادة إحياء التراث، حيث يتمّ توثيقها من قبل طلاب الماجستير لأنَّها كنوز وبحاجة إلى الإعلان عنها وعن ملكيتها وما يأتي من دراسات مستقبلية لإحياء التراث يدعو لأن تكون فريدة موثوقة.
٣٠٠ لوحة فوتوغرافية
بدورها مسؤول المعرض المهندسة يارا توما أكَّدت على أنَّ تنظيم المعرض كان بمناسبة مرور قرن على إنشاء جامعة دمشق، لافتة إلى أن الدكتور قتيبة الشهابي يعتبر أحد المراجع التي يمكن الاعتماد عليه في دراسات الماجستير تأهيل وترميم تابع لكلية العمارة جامعة دمشق، حيث تعتمد على كتبه ومنشوراته ومؤلفاته، وعندما توفرت من قبل زوجته مجموعة صور كبيرة تمَّ العمل عليها لسنوات، وخضعت لتنظيم وفرز حسب المباني، وعرضت في معرض شهد عملاً تطوعياً من قبل الأساتذة والطلبة لتهيئة المكان شمل تنظيفه وتنظيم الديكورات في بيت البارودي بمناسبة يوم العمل التطوعي.
وأشارت إلى أنَّ المعرض يضمُّ ٣٠٠ لوحة مدموجة بين فوتوغرافية والمعمول عليها، وزعت على سبع قاعات تناولت حياة قتيبة الشهابي وفخري البارودي وأعمالهما، وأطلق عليه معرض “قتيبة في البارودي” أمّا القاعة الثانية فقدّمت ذكريات الطلبة في فترتي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وكانت عبارة عن صور تحمل ذكريات جميلة، إضافة إلى لوحات الشهابي باعتباره رساماً تشكيلياً مهمّاً، وصوره من القرن الماضي مع أخرى للطلبة في أيامنا الراهنة، وذُيِّلت بتعليقات عليها والتغييرات الطارئة على المشهد العمراني في القاعة الثالثة.
كما أوضحت أنَّ القاعة الرابعة كانت للتراث اللامادي السوري وتحتوي على المهن والحرف التقليدية تمَّ توثيقها من قبل الشهابي، معتبرةً أنَّ القاعة الخامسة من أهمّ القاعات، حيث تضم قاعتين كبيرتين فيها صور للجوامع التاريخية مع توثيق ومخطوطات هندسية، فيما عرض في القاعة ما قبل الأخيرة ماكيت لدمشق العتيقة داخل السور، وفيه أهمُّ المنشآت وزِّعت على أطرافه صور توثيقية للشهابي، بينما تناولت الأخيرة تفاصيل دمشقية عدّة منها شكل الأبواب والمشربيات.
المشاركون بالمعرض
كما أشارت المهندسة هبا سيف- المشاركة لترميم الفن الحديث في المديرية العامة للآثار والمتاحف في بيت البارودي، إلى عملهم كفريق واحد في ترميم البيت وإعادة الرسوم الجدارية إلى ما كانت عليه بعد تعرضها إلى انتفاخات ظهرت عليها.
قسم الحرف والمهن اليدوية والشعبية المهندسة غزل كامل قالت: إن بعض المهن مازالت موجودة على أرض الواقع؛ وأخرى اندثرت، مبيِّنةً أنَّه يجب ألا تضغط على التقليدي الأصيل غير أنَّها فتحت أبواباً جديدة وتطورت، ولابدَّ من الإضافة عليها لنحافظ على شعبيتها وألا ندع الحضارة تؤثِّر عليها بشكل مباشر.
ثم بيَّنت المهندسة فرح المحمد أنَّ قاعة الشهابي ضمَّت صوراً ومفرداتٍ من الفيحاء أبوابها وسيباطاتها، مؤكِّدةً على أصالة تراثنا باعتباره هويتنا وواجبنا الحفاظ عليه لأنَّه جزء من كياننا يشعرنا بالانتماء.
بينما المهندسة هلا مراد- تخصصت بقاعة ماكيت مدينة دمشق القديمة، وإلى جانبه أرشيف صورها، ليشمل عملية ربط بين الصورة والمكان وموقعها على الماكيت، إضافة إلى صور لأهم الأحداث الواقعة في القرن الماضي إضافة إلى مقتنيات الدكتور الشهابي.