الثورة – ديب علي حسن:
ضاع هذا الكتاب مني ثلاثة عشر عاماً ونيفاً في ركام مكتبتي الفوضوية، وبمحض المصادفة عثر بي ولم أعثر أنا عليه.
عنوان الكتاب: فاتح وأدونيس حوار صدر عام ٢٠٠٩م عن غاليري أتاسي بدمشق، يضم حواراً فكرياً جمالياً وفلسفياً بين المبدعين، أعدته وأشرفت عليه- أي الحوار والكتاب، السيدة منى أتاسي التي قدمت للكتاب بهذا المعنى.
الكتاب وثيقة لحوار فكري خصب في فلسفة الجمال بين شاعر وتشكيلي، ومن المعروف أن المدرس أيضاً أديب له مجموعة قصصية أو أكثر، وأدونيس الشاعر والناقد والمفكر فنان تشكيلي أيضاً، يراه البعض أقرب إلى السوريالية.
وهنا الحوار بين صورة القصيدة وقصيدة الصورة.
الموضوعات التي جرى الحوار حولها لا يمكن اختزالها ولكن سوف أقتطف منها.
المدرس: لا أفكر بالمتلقي..
يقول المدرس (ص٩٢): إن أغلب الفنانين يعانون من عامل خطر جداً وقاتل للعمل.. أي أنه خطر حقيقي ينهي العمل وهو التفكير بالمتلقي أثناء إنجاز العمل الفني، من سيراه، ما هو وزن المتلقي… إرضاؤه، تهيبه..
فإذا استطاع الفنان بعد حوالى عشر دقائق أن يستبعد هذا العنصر القاتل.،
أنت تتعامل مع شخص أول هو اللوحة، وأنت شخص ثانٍ، وإذا تدخل شخص ثالث فهو القاتل.. أي عندما تفكر بالمتلقي..
أدونيس: الفنان لا يعيش خارج العالم..
يرى أدونيس أن العمل الفني كالوردة والوردة تحتاج إلى تراب وماء وإناء لتوضع فيه، ولها أوراق وساق، لكن الوردة ليست بهذا أبداً، إنما هي بالعطر الذي ينبعث منها العمل الفني عندما تراه يجب أن ترى العطر الموجود في الوردة المرسومة، أما إذا رسمت وردة بكامل تفاصيلها، لكن دون عطر، لا يكون هذا عملاً فنياً، بل هو إملاء من الخارج .
ويختم أدونيس بقوله: لا يجب أن يفكر الفنان إلا بكيف سيخلق ضوءاً في هذه اللوحة، وكيف سيخلق عطراً بهذه الوردة التي يرسمها.
وتلحق المؤلفة بالكتاب أربع رسائل من المدرس إلى أدونيس..يعنون أحدها: كل الذين بلا وطن هم بلا كلمة..
ينهيها بقوله: لعلك تقول بأنني مطرود سلفاً من الجنة عزيزي أدونيس: لا تزعل كثيراً كل الذين بلا وطن هم بلا كلمة.