فوبيا الاتصالات.. تقلل التركيز وتسبب القلق

الثورة – دمشق – حسين صقر:

أي نوع من الرهاب يسبب ضيقاً وتوتراً جسدياً ونفسياً شديداً، كما يؤثر في القدرة على ممارسة العمل أياً كان نوعه عضلياً أم عقلياً، ويندرج ذلك على العلاقات الاجتماعية بمجملها بين الإخوة والأقارب والأصدقاء، ومن تلك الأنواع رهاب أو فوبيا الاتصالات، حيث نرى أو نسمع عن كثير من الناس يخشون تلقي أو إرسال الاتصال الهاتفي في أي ساعة وعلى مدار اليوم، وهو ما يسبب لهم القلق والخوف والتوتر تحسباً لنبأ عن حدث طارئ، وهو نوع من المبالغة الواضحة في الخوف.
المتلقي للاتصال قد يكون معه حق في ذلك التوتر، إذا كان الاتصال في ساعة متأخرة من الليل أو في منتصفه، في الصباح الباكر، لأنه قد يكون بالفعل دليلاً على حدث ما أو خبر سوء، لكن إذا كان في وضح النهار، فإن الاحتمالات مفتوحة على كل الأخبار ، وقد يكون اتصال اطمئنان من صديق أو قريب قد خطرت بباله، أو حتى بشرى سارة.
بعض الناس الذين التقتهم “الثورة” للحديث عن هذا الموضوع قالوا: إنهم يخشون أي اتصال مهما كانت الساعة التي جاء بها أو تلقوه فيها، ما يدل أن خوفاً مرضياً يعانيه هؤلاء، ومن الضروري إخضاع أنفسهم للأمر الواقع والتخلص من هذا الخوف الذي لا داعي له، لأن مشيئة الله نافذة لا محال، ولا راد لقضائه وقدره، وعلينا أن نسلّم جميعاً ونطمئن، لأن ما سوف يحدث لن يحجبه اتصال مهما كان شكله أو أياً كان توقيته.


وتقول المدرسة رجوة مكي: صحيح أن الهاتف بكل أشكاله وأنواعه سواء أكان أرضياً أم محمولاً، ثابتاً أم متنقلاً، وسيلة للتواصل والإنباء عن حدث ما، ومن الطبيعي أن يرن جرسه، لكن لا أستطيع تقبل أي اتصال في أي وقت، وأخشى أن أسمع نغمته، ما يجعلني أتركه في المنزل، أما بالنسبة للهاتف الأرضي أخفض صوته ما أمكن، وعندما يرن أتوقف للحظة ولا أرد مباشرة قبل أن آخذ نفساً عميقاً، أو أكلف أحداً من الأولاد بالرد.
وأضافت: مع أن التعامل مع الهاتف يعتبر عملية سهلة، لكني أرى أنه يشكل بالنسبة لي عقدة لا أعرف كيف أتخلص منها، مع علمي أن ما أعانيه أحد أنواع الخوف المرضي، والذي يطلق عليه رهاب الاتصال الهاتفي أو رهاب المكالمات الهاتفية، أو فوبيا الهاتف، سمّه ما شئت، وهذه الحالة فقط تسبب لي معاناة في التعامل عبر الهاتف، بينما في الواقع أن لا أخشى تلقي أي خبر، وهو نوع من التناقض في شخصيتي.
المواطن حسن الملقب بأبي صفوان “متقاعد” قال أيضاً: أخشى الاتصال الهاتفي أياً كان توقيته، ونادراً ما أحب التحدث عبر الهاتف، الأمر الذي يمنعني من التواصل مع الأصدقاء أو الأقارب أو الزملاء الذين كانوا في العمل أو غيرهم، إلا في ظروف صعبة جداً، وأرى أن ذلك يسبب لي شبه عزلة، ويشعرني بالهلع لمجرد سماع رنين الهاتف.
حتى البريد الإلكتروني!
المهندسة علياء الصوص ذكرت أن خوفها لا يقتصر على تلقي الاتصالات، بل يصل الأمر بها لدرجة أنها قد تتجنب تفقد البريد الصوتي أو الرسائل القصيرة التي تصل إلى هاتفها، علماً بأنها وضعت بعض تطبيقات التواصل فقط لمتابعة عملها.
على النقيض تماماً من تلك الحالات، عبر شادي الحلو وهو موظف بالقول: وجد الهاتف لتوفير الوقت والجهد والمسافات وقضاء الحاجات، ولهذا من المتوقع أن نتلقى عليه أي اتصال، مفرح كان أم محزناً، ولهذا يجب أن نتعامل مع الأمر بكامل الهدوء والطمأنينة حتى نتلقى ما حصل بشكل جيد.
رهاب اجتماعي
وفي هذا السياق يوضح الطبيب النفسي محمد أحمد صالح لـ “الثورة” أن هذه الحالات تؤدي إلى خوف المصاب أو إحجامه عن إجراء أي اتصال هاتفي أو استقبال المكالمات، وهو الأمر الذي يجعله يلجأ إلى أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء للرد، أو حتى للقيام بالاتصال، ويتحجج المصاب بأي سبب، أو يعترف بأنه لا يحب استخدام الهاتف، ولهذا يلجأ أحياناً للإسراف باستخدام المجيب الآلي، مشيراً إلى أن هناك عوامل وأسباب مختلفة، حيث يعد هذا النوع من الخوف أحد أنواع القلق الاجتماعي أو الفوبيا الاجتماعية، وهو من الأنواع غير القابلة للتناسي مثل أغلب الرهابات النوعية، وذلك لأهمية الاتصال الهاتفي في الحياة المعاصرة، ولأن الهاتف أصبح ضرورة، ولكون رهاب المكالمات الهاتفية يفتقد إلى الدراسات والأبحاث الطبية الكافية.

وبين أنه ينتاب المصاب بهذا النوع من الخوف إحساس غير مريح عند سماعه صوت الهاتف وهو يرن، وربما شعر بالرهبة، أو اعتقد أنه غير مؤهل للرد على المكالمة التليفونية، حيث يتعلق الخوف المرضي هذا بحالتين أو موقفين، الأول وهو إجراء اتصال هاتفي، والثاني وهو استقبال الاتصال الهاتفي، ويبذل فيهما المصاب في الحالة الأولى جهداً ضخماً في التحضير والتدريب على ما سيقول، وذلك بعد أن يفشل في جعل أي شخص آخر يقوم بالاتصال، بينما في الحالة الثانية يمكن أن يكون إجراء المكالمة في حد ذاته مشكلة كبيرة، بصرف النظر عن الطرف الآخر، ويمكن أن ترتبط المشكلة عند آخرين بأشخاص أو متصلين معينين، كما يمكن أن يكون الخوف فقط مع الاتصالات مجهولة المصدر، أو أن يكون الخوف من الرسائل الصوتية التي يتركها المتصلون عندما لا يجدون رداً على مكالماتهم.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة