في حلب بعض قطاعاتنا تعيش ظروفاً قاسية نتيجة التخبط في إدارة المنظومة الكهربائية، بالرغم من وضع عنفتين من المحطة الحرارية في الخدمة، حيث استبشر أهالي المحافظة بتشغيل العنفتين، وكلهم أمل أن ينعموا بالتيار الكهربائي لعدة ساعات يومياً، ولكن كما يقول المثل “يافرحة ماتمت” فسرعان ماعاد التقنين الجائر إلى الأحياء، وعاد الظلام يخيم على المدينة لولا وجود مايسمى “الأمبيرات” التي هي الأخرى تثقل كاهل المواطنين من الناحية المالية، وخاصة أن سعر الأمبير الواحد أسبوعياً يبدأ من / 40 / ألفاً ليصل إلى مستويات عالية حسب ساعات التشغيل.
مايعانيه المواطنون في أحيائهم السكنية أصبح يعاني منه الصناعيون والحرفيون في المناطق الصناعية، فقد كان من المقرر أن يتم تزويد منشآتهم بالتيار الكهربائي 12 ساعة يومياً تبدأ من السادسة صباحاً وحتى السادسة مساء، ولكن في الآونة الأخيرة بدأ التقنين في المناطق الصناعية، حيث يتم تزويد منطقة العرقوب الصناعية – وهي أقدم منطقة – بالتيار الكهربائي من الساعة الواحدة ظهراً وحتى السادسة مساء، الأمر الذي أدى إلى توقف عجلة الإنتاج في العديد من المنشآت، وهذا الأمر ينسحب على بقية المناطق الصناعية.
والسؤال الذي يطرح نفسه : إذا كانت الأحياء السكنية تعاني من التقنين الجائر، حيث يصلها التيار لمدة لاتتجاوز 3 ساعات يومياً، والمناطق الصناعية لمدة خمس ساعات يومياً، فأين تذهب الكهرباء الواردة إلى المحافظة من الشبكة العامة، والواردة من محطة حلب الحرارية، هذا السؤال نضعه برسم وزير الكهرباء والجهات الوصائية الحكومية عسى ولعل أن يكون لديهم الجواب الشافي والعلاج الناجع، فأهالي حلب وصناعيوها ليسوا بخير ..