الثورة – دمشق – آنا عزيز الخضر:
كان الفيلم الذي قدمته المؤسسة العامة للسينما ضمن مشروع بيت السينما في عرضه الأول هو “الخروج إلى الداخل” تأليف وإخراج لوتس مسعود، في سينما الكندي بدمشق.
تدور عوالم الفيلم منطلقة من أحداث واقعية، عاشها شاب يوم خروجه من مصحة نفسية، وكم كان استغرابه شديداً، ودهشته كبيرة، عندما بدأ بالمقارنات بين طرفي عالمين عاشهما، ما بين المصح والواقع خارجه، وقد وقف حائراً مذهولاً مما رأى حين قارب مابين عالمه الذي خرج منه للتو مع خارج هذا العالم، كي يجد هناك ما يستغربه العقل حتى المريض منه، وقد رأى ما يتجاوز كل تصور بمسافات ومسافات، حيث وجد قضايا غريبة، بعيدة كل البعد عن المنطقية والمعقولية، فبدا خروجه، وكأنه في طريقه إلى داخل المصحة ذاتها.
فها هو ينطلق عائدا إلى منزله، بعد انتهاء فترة علاجه، وخلال هذا اليوم الذي يقضيه الشاب، يكتشف ما وصلت إليه مدينته التي يحبها من غرائب أمور ﻻيقبلها عقل.. وأحداث لا تمت للمنطقية بأي صلة، لتبدو المدينة تلك مثل أي تجمع، كل شخص فيه يحتاج إلى العلاج الذي احتاجه هو نفسه في إشارة واضحة إلى واقع قاس، أثقل أرواح الجميع ونفوسهم، إلى درجة باتوا يستغربون عدم المرض لكثرة المعاناة والأوجاع والأحداث..
الفيلم “الخروج إلى الداخل” يتداخل مع الواقع بشكل كبير، عندما يستعرض أحداث وتناقضات وبصمات الحرب، التي حفرت أخاديدها مليا وبقسوة شديدة في قلوب الجميع، تاركة عنفوانها في كل جوانب حياتنا وعقولنا إلى درجة أصبحت فيها سلوكياتنا وتصرفاتنا تذهل حتى المرضى النفسيين.
الفيلم من تمثيل يزن الخليل، تيسير إدريس، ريموندا عبود، حمادة سليم، أمينة عباس، أمير برازي.