ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته بنسبة 40% من بداية العام.. الشعار لـ “الثورة”: نطالب بتعديل الترخيص الإداري لزيادة العرض
الثورة – دمشق – تحقيق وعد ديب:
مازالت أسعار الحليب ومشتقاته من الألبان والأجبان تسجل ارتفاعات متوالية، وبشكل أسبوعي، وخاصة في أسبوع الأعياد، وعلى الرغم من ضعف القوة الشرائية لها من قبل المواطنين، ناهيك عما يحصل من تلاعب وغش بهدف تحصيل الأرباح.
وارتفعت الأسعار بحسب مراقبين من بداية العام إلى اليوم بنسبة 40% لمادة غذائية مهمة مقابل انخفاض القوة الشرائية بمعدل كيلو الحليب بنسبة 50-60%.
-كيلو الحليب 8500 ليرة
ووصل سعر كيلو الحليب اليوم ما بين 7500- 8500 ليرة سورية، وسعر الكيلو من مادة اللبن ما بين ٨٠٠٠- ٩٠٠٠ ليرة وكيلو اللبنة البلدية أصبح بـ ٤٧ ألف ليرة وتراوح سعر كيلو الجبنة الشلل والبلدية مابين ٧٠-٨٠ ألف ليرة، وجبنة القشقوان حسب نوعيتها مابين ٩٠ – ١٢٠ ألف ليرة.
ومن يجول على أسواقنا المحلية يلاحظ تفاوت الأسعار بين محلٍ وآخر، وبسطات تبيع بالعراء أنواعاً رديئة معظمها نشاء وقليلة الدسم.
ويتحدث أبو عدنان، صاحب إحدى البقاليات التي تبيع الحليب عن معاناة أصحاب المهنة لصحيفة الثورة: “معاناتنا تكمن بعدم السماح لنا بغلي وترويب الحليب ضمن البقالية ما يجعلها تفسد وهذه خسارة مادية.
ويتابع: أما المعاناة الأخرى فتكمن باستجرار المعامل لكميات كبيرة من الحليب من المنتجين ما يجعل المادة غير متوفرة لدينا في معظم الأحيان، ناهيك عن ارتفاع أسعار المحروقات (كمادة المازوت)، وعدم حصولنا عليه بالكمية الكافية وبالسعر المدعوم أسوةً بالمعامل.
– فحص جودة المنتج..
رئيس جمعية الألبان والأجبان في دمشق محي الدين الشعار قال في حديث خاص لـ “الثورة” إن سبب ارتفاع الأجبان والألبان يكون حسب سعر الحليب المادة الرئيسة للإنتاج، والذي يزداد الطلب عليه من قبل المعامل الكبيرة التي تنتج جميع أنواع الأجبان والألبان، من جبنة قشقوان وسائلة، وجبنة بيضاء وألبان بأنواعها، ما يؤدي إلى استنزاف معظم كميات الحليب بالأسواق وبأسعار مرتفعة أسبوعياً.
ويضيف: إن هنالك صعوبة في تأمين حوامل الطاقة وعدم توفير المستلزمات لاستمرار المنشآت في عملها، وفيما يتعلق بجودة المنتج بيَّن أنه موجود فرازة خاصة لفحص جودة المنتج في الأسواق.
أوضح رئيس الجمعية الحرفية أن هناك مواصفة لدى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك خاصة بالألبان والأجبان، إذا ما كانت كامل الدسم ومتوسطة الدسم ومنزوعة الدسم وشرط البيان، وأما الفرازة هي أداة إنتاج للحصول على المواصفات المذكورة وليست أداة فحص الدسم.
وعن حالات الغش التي تتعرض لها هذه المنتجات المهمة وكيفية معالجتها من قبل جمعية الألبان والأجبان، نوه بأن الغش موجود، وفي حال ورود أي شكوى نعالجها مع المنتج أولاً لأننا لسنا سلطة تنفيذية، وفي حال التكرار نلجأ لحماية المستهلك لردع المخالفة لأن الحرفي المخالف يؤثر سلبياً على باقي الحرفيين.
وفيما يتعلق بمطالب الحرفيين ومنها غلي وترويب الحليب في البقاليات.. أشار الشعار إلى أن الاتحاد يطالب بتعديل على الترخيص الإداري، وإضافة فقرة غلي وترويب الحليب ضمن الشروط الفنية المطلوبة من قبل مديرية التراخيص في محافظة مدينة دمشق، ما يؤدي إلى توفر الحليب المغلي والجيد للمستهلك ودرء عدم فساد باقي كمية الحليب في حال عدم بيعها من قبل البقاليات.
وأشار إلى أن هذا البند مهم ويمنع الباعة الجوالين من بيع مادة فاسدة مجهولة المصدر، ويمنح المستهلك مادة مكفولة من قبل صاحب البقالية الحاصل على الرخصة بغلي الحليب.
وبحسب – الشعار “في حال وجود منتج مضاف إليه الدهون النباتية يجب كتابة بطاقة بيان عليه، ومسموح إضافة هذه الدهون حسب قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، مشيراً إلى عدم تأثير المواد الحافظة في حال وضع العيار المناسب للكمية.
وفيما يتعلق بموضوع الاستيراد والتصدير للحليب ومشتقاته قال: إن الاستيراد غير ممكن، لأن أي صنف مستورد سيكون أغلى من المنتج المحلي مقترحاً توقيف التصدير ولو لمدة قصيرة لتستقر الأسعار، وتصبح هذه المنتجات على مائدة الجميع.
– تطبيق المواصفات..
مدير عام هيئة المواصفات والمقاييس السورية إيمان صالح ردت على تساؤل “الثورة” عن كيفية تعامل الهيئة مع الأجبان المستوردة المخالفة للمواصفات، والتي تحوي دهوناً نباتية، “إن المواصفات القياسية السورية لاتسمح بالدسم النباتية في منتجات الألبان والأجبان، ويجب تطبيق المواصفات عليها سواء المستورد منها أو المنتج الوطني والجهات الرقابية مسؤولة عن مراقبة تطبيق المواصفات القياسية السورية.”
أما فيما يتعلق بتعديل المواصفات أوضحت أن هناك لجاناً متخصصة تقوم بذلك وفق المواصفات الدولية، مشيرة إلى أنه بالنسبة لبطاقة البيان الخاصة بإضافة الدهون النباتية والحيوانية لمنتجات الألبان والأجبان يجب أن تتضمن المعلومات الخاصة بالمنتج ومكوناته وخاصة نوع الدسم وفقاً لما هو مسموح به في المواصفات القياسية السورية، تاركة الخيار بعد ذلك للمستهلك بالشراء حسب ما يناسبه.
وأكدت أن أغلب دول الجوار أوقفت استخدام الدسم النباتي في الأجبان، ومنها دول الخليج والأردن، لافتة إلى وجود مواصفة قياسية سورية خاصة بالمواد الحافظة وهي تسمح بالمواد الحافظة في بعض منتجات الأجبان والألبان.
– بطاقة بيان..
مصدر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قال لـ “الثورة”: إن مديريات التجارة الداخلية تؤكد على التزام منتجي الألبان والأجبان بالمواصفات القياسية السورية، وعدم إضافة أي مادة أولية لا تمت بصلة لمكونات الألبان والأجبان.
وأشار المصدر إلى أن القانون يلزم مصنعي المنتجات الغذائية التي يدخل في تركيبها الحليب ومشتقاته وبعض المكونات الغذائية الأخرى سواء من أصل نباتي أو حيواني بكتابة اسم هذه المكونات على بطاقة بيان العبوة بالتفصيل مع الالتزام بعدم استخدام الزيوت النباتية المهدرجة جزئياً في عمليات التصنيع.
إضافة للعمل على منع وتناول وعرض المنتجات المصنعة من الحليب ومشتقاته الحاوية على مواد أولية نباتية المنشأ بشكل دوكما في الأسواق، ومن دون وجود بطاقة بيان توضح مكونات المادة المصنعة بشكلٍ واضح ومفصل تحت طائلة تطبيق القانون.