غصون سليمان
اعتاد السوريون أن يكون لاحتفالهم في ذكرى عيد الميلاد المجيد، ميلاد المحبة والسلام، طقوسهم الخاصة بهم على امتداد جغرافية الوطن.
إذ لم يعد يقتصر الفرح والتحضير لهذه المناسبة على فئة معينة، بل بات الجميع معنيين بها، تلامس شغاف الروح التي اشتاقت وتشتاق دائماً لكل مباهج الغبطة والسرور.
ففي كل بيت هناك شجرة لرمز الميلاد، ومباركات الناس تتجاوز حدود الكنيسة والمسجد، لتصبح على كل لسان الصغير والكبير، الرجال والنساء، الذكور والإناث، هو حال المجتمع السوري والنسيج الاجتماعي والإنساني الذي يتصف به أبناء هذا البلد وهذه المنطقة.
الجميع ولدوا من رحم المحبة.. شعارهم التسامح والتعاضد والتعاون لبناء الإنسان القادر على الفعل والعطاء، وهذا ما أثبته السوريون أباً عن جد في هذا المضمار بمختلف الظروف العصيبة التي مرت على تفاصيل الحياة.. بحلوها ومرها.
ميلاد عظيم، وحّد النبض، ومنح الإيقاع أجمل التقاسيم، لتبقى الأنشودة بما تحمله من أدعية وابتهالات، كفعل النور في غياهب العتمة، يزيح السواد ويفسح لحبال الضياء أن تمتد، حيث يشاء لها النفوذ في شرايين الوطن الذي أقسم أبناؤه إنهم على العهد باقون، لا يضلون الطريق، ولا يغيرون الهدف، وما الثبات على الحق إلا ديدن الميلاد بما يحمله من معاني الخير والإيمان والمحبة التي لا تنضب أبداً، مهما تجبر الطغاة وبدلوا جلودهم وأقنعتهم ومصطلحاتهم الزائفة.
كل عام والميلاد يجمعنا على صدق القول والفعل، واليقين بأن الغد لا بدّ أفضل.. كل عام وسورية جيشاً وشعباً وقيادة بألف خير.