من أقدر منّا نحن السوريين على صناعة الفرح، ونسج خيوط المحبة والجمال، وبلسمة الجراح، وزرع الابتسامة، والوقوف إلى جانب دمشق التي كانت ولا تزال مدينة السلام والمحبة والرحمة.
أياماً جميلة تشهدها مدينة دمشق في أعياد الميلاد ورأس السنة، فعلى الرغم من الجراح والآلام، السوريون يحتفلون ويشعلون شموع السلام لأجل سورية وغزة، في كل مكان تتفتح نوافذ الإبداع ثقافة وفناً ومحبة، تبث فسحة أمل رغماً عن الظلام الدامس الذي يحيط بنا، ورغم أعداء الحياة.
في الأمس بدأت جوقة الفرح عامها السادس والأربعين باحتفالها بعيد ميلاد مؤسسها الأب إلياس زحلاوي، المؤمن دوماً بقيامة سورية وجمالها وغناها وعظمتها، يرتلون أغاني الميلاد في كنيسة سيدة دمشق.. لتتبعها أمسية ميلادية في كنيسة أم الزنار بحمص، وأمسية في الحسكة وغيرها الكثير الكثير.
إنها سورية الوطن الجميل كل يوم وكل سنة، إنها التسابيح والتراتيل والصلوات، الحب والحنين والأمل وبسمة الحياة، إنه الغد القادم الذي نصنعه ونزرعه في كل مكان من على هذه الأرض المقدسة.
ترياق دمشق لا ينضب، لا يجف، دمشق البداية والنهاية، بوابة الشرق كانت ولا تزال المدينة الخالدة عبر الزمان ونشيد الإنسان الأزلي.
المجد لسورية القادرة على قهر المستحيل، المجد للسوريين الذين يزرعون سنابل الحب في كل مكان، وقد اطمأنت نفوسهم بعيد الميلاد البهي.. وكل عام وأنتم بخير.
التالي