نافذة للأسرار..

ضمن قصة بعنوان (عن ماذا نتحدّث حين نتحدّث عن الحبّ)، يقول الكاتب (ريموند كارفر): (أستطيع سماع دقات قلبي.. أستطيع سماع دقات قلوب الجميع.. أستطيع سماع ضجيج الإنسان الذي جلسنا نصنعه.. لا أحدَ منا يتحرك حتى عندما أصبحت الغرفة مظلمة)..

كأن (كارفر) يصف غرفة خاصة بالكتابة.. خاصة بصناعة (الإنسان) على النحو الذي يبدعه الكاتب..

فالكتابة ليست أكثر من عملية (إنصات) لدقات قلب ذاك الإنسان المتداخلة ودقات قلب مُوجده.

تُحيلنا غرفة (كارفر)إلى غرفة (فيرجينيا وولف) وأيضاً إلى حجرة (بول أوستر)..

فمن (غرفة خاصة بالمرء وحده)، إلى (رحلات في حجرة الكتابة)، ثمة نوعٌ من العزلة يمارسها المرء/الكاتب.. كأنه يتوسّل الكتابة لاختراع شرط عيشه الأحبّ (العزلة).

(بول أوستر) تحدّث في (اختراع العزلة) عن كون (غرفنا هي السجون التي ندخلها طوعاً لنجد الحرية).. وفي كتابه الذي تشاركه مع (جون كويتزي) اعترف أن أهم جزء في حياته هو الذي يجري في صمتٍ ما بين جدران غرفته الأربعة.

غرفة كلّ منها هي نافذته الأحبّ لاكتشاف أسرار ذاته..

مرآة (العزلة) التي تتكشّف عبرها (الأنا) بأصدق تجلّياتها..

هل اختلف شكل هذه الغرفة بوصفها نافذة للأسرار حالياً..؟

هل اختصرتْ نوافذنا الإلكترونية في أجهزتنا اللوحية شيئاً من خصوصية الغرفة أو الحجرة..؟

يبدو أن شكل العزلة.. وحتى الخصوصية تقولَب مع شكل التواصل الحالي.. ونمتْ لنا نوافذ كثيرة محمّلة بكمّ نهائي من أسرار صغيرة..

وكأنها تُعيد صناعة “الإنسان” فينا على هواها..

يبقى الأهم.. هل تمتلك نوافذنا الذكية تلك الإمكانية والقدرة التي احتوت عليها غرفة (كارفر)، بمعنى قدرتها على سماع ضجيج “الآخر” ودقّات قلبه كما دقّات قلوبنا..

أم أن فيها نسبة من (تشويش) وتضليل تطغى على نظيرتها في الواقع..؟

تماماً ينطبق عليها قول “أوستر” (سجون ندخلها طوعاً)..

فهل نجد في نوافذنا الإلكترونية حريتنا..؟

 

 

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها