طائرة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تجوب في المنطقة.. ربما يتعطل فيها المحرك السياسي الذي يدور لعدم توسيع نطاق المعركة لتصبح إقليمية فيحاول الوزير الأميركي تخفيف أحمال واشنطن في العدوان على غزة بإلقاء بعض التصريحات حول ضمان وصول المساعدات والأغذية للقطاع، لكن ثقل المساعدات العسكرية الأميركية ودور واشنطن الكبير في الإبادة الجماعية لأهلنا في غزة سيسقط مساعي طيرانه الدبلوماسي.
فأميركا التي تحاول الإمساك بمكابح توسيع رقعة الحرب ومنع تفعيل جبهات المقاومة داخل الأرض المحتلة وخارجها لن تحصل على هذه الأهداف طالما هي من ترسل العتاد والسلاح لـ “إسرائيل” لقتل أطفال غزة وربما تكون فقدت أي فرصة بسماحها للكيان بتجاوز الخطوط الحمراء المرسومة منذ حرب تموز وعودته لسياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول، أي دول محور المقاومة واستعراض عضلاتها الاستخباراتية بعد أن ثبت وهنها في عملية طوفان الأقصى، والأهم من ذلك أنها أي أميركا لا تتجرأ بلفظ عبارة وقف إطلاق النار في غزة.
بلينكن حضر للمنطقة وفي جعبته كل عبارات التلون السياسي الأميركي باستثناء وقف إطلاق النار رغم حالة الانهيار في الكيان سياسيا وعسكريا أمام رد المقاومة اللبنانية على عملية اغتيال القيادي الفلسطيني العاروري في فلسطين وصفعه لـ “إسرائيل” على خدها العسكري والاستخباراتي داخل تمترس احتلالها وقصف قاعدة “ميرون” التي تقع على قمّة جبل “الجرمق” أعلى قمّة في شِمال فِلسطين المُحتلّة وتُعتبر المركز الأكبر للمُراقبة الجوية الإسرائيلية، وقصفها بـ ٦٢ صاروخا، ناهيك عن كشف المقاومة لظهر جهاز الشاباك الإسرائيلي وتقنيات عملياته الاستخباراتية في قطاع غزة، وهذا يعني انهيارا آخر لسمعة الكيان الصهيونية في أكبر أجهزته الأمنية.
لا تبدو الأبواب التي يطرقها بلينكن في المنطقة ستوصله الى ما يريد فهناك أبواب مقاومة مفتوحة لنيران المقاومة لا يملك أن يغلقها أو حتى يطرقها طالما أنه يدعم ومن معه من الصهاينة الأمريكيين في واشنطن الإبادة الجماعية للفلسطينيين واستمرار العدوان، ومُؤامرة التهجير لأهلنا في قطاع غزة، وكما يقول المحللون في الشؤون الإسرائيلية أن هناك حالة من النكران في الكيان الإسرائيلي للواقع ولدتها الهزيمة وعدم الاعتراف أن تحرير الأسرى الإسرائيليين ثمنه وقف إطلاق النار وفك الحصار عن القطاع وبالتالي الهزيمة الإسرائيلية.
فالدعم الغربي والأميركي للكيان لن يستمر أمام إنجازات المقاومة والدعم الشعبي والعالمي للقضية الفلسطينية وأن الرئيس بايدن يخسر سياسيا ونتنياهو يخسر عسكريا وسياسيا فعلى من تلقي مزاميرك يابلينكن!.
التالي