الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
تفاصيل حياتنا قصص وروايات تروى يستطيع ذو الفكر الجامح سكبها في قالب أدبي قصة أو رواية أو قصيدة شعر، وفي ذلك قدمت رابطة الخريجين الجامعيين في حمص من على منبرها مجموعة أدباء في أمسية قصصية بحضور نخبة من المثقفين وأعضاء الرابطة.
بدأ الأمسية الأديب مروان معماري- كاتب الشعر والقصة القصيرة وحكايات الأطفال، قدم مجموعة قصص قصيرة اجتماعية هزلية ساخرة تتناول مواقف حياتية بعنوان “حكاية موبايل”، و”بين مروحتين” تقول القصة: إنه جاء تموز وغلى الماء في الكوز، وطالت فترة الحرّ، وهي قصة رجل يدعى أبو سمير يبحث عن حل يريح فؤاده، يمتلك أبو سمير مروحة واحدة ولكنه بحاجة مروحة أخرى، يفكر بشراء مكيف ولكن الآلاف التي سوف يدفعها ثمن للهواء منعته، لكنه صاح فجأة “وجدتها”، وانطلق مسرعاً، ليعود بعد نصف ساعة، وقد أحضر مروحة جديدة ليحصل في مخيلته شجار بين المروحة الحديثة والقديمة مجسداً صراع الأجيال بين القديم ذي الأصالة والحديث الذي فيه ابتزال على كثرته، لنكتشف في النهاية أنه كان يحلم، فحمد الله أنه لم يشتر مكيفاً.
وقصة “جديد في العيد” تتحدث القصة أن الكاتب قرر أن يشتري حذاء بدل حذائه الذي أكل الزمن عليه وشرب، فوجد أن ثمنه يعادل معاش شهر، فاشتراه وخبأه للعيد، ولكنه اضطر لارتدائه عندما دعاه أحد أصدقائه للغداء، وعند محاولة ارتدائه صاح الحذاء معترضاً: “أنا ليس للدوس”، بأسلوب كوميدي ساخر، وعند ارتدائه الحذاء ومسيره فيه، أصبحت الدنيا سماء وماء وتأثر الحذاء، ودخلت المياه بين الأصابع، وانقطع الرباط فلعنه مع البائع ليتحول البوط إلى شحاط.
أما القصة الثالثة “ملاكان وأبوان” تتحدث عن التربية الحديثة تدور القصة حول صراع بين طفلين من سيارة والده أطول ومن سيارته أجمل لينتقل الجدال إلى الشرفتين التي عليها الأبوين ويتحول لصراع بالسواعد واتهامات بالسرقة وسوء الأمانة، لتتحول لقطيعة بين الأهل، وبعد أيام صارت نظرات الأطفال تلتقي بحيرة، ليبادر المنتصر ويسأل الجدار إن كان يقبل اللعب معه، ويجيب الطفل الآخر الجدار، بأنه موافق، ويبقى الحيط هو الوسيط طوال النهار ليعودا في اليوم الثاني للعب من جديد من دون وسيط.
أما الأديبة ندى سلامة وقد صدر لها ثلاثون ديواناً شعريا، وتكتب القصة على قلة، وأشارت إلى أن مشاركتها الأولى بأمسية قصصية قدمت ثلاث أقصوصات اثنتان اجتماعية غلب عليها النثر، تتناول المرأة بعنوان “مسافة غيمة” كيف يتحول حلم الطفولة إلى واقع مؤلم؟
قصة بعنوان “القرار” تتنازل المرأة عن كثير من ذاتها لينجح زواجها، وقصة “السنونو” التي تناولت فيها ما يعانيه الجميع من سفر شبابنا للغربة، وأهدتها لصديقتها سهام لما تعانيه من فراق ابنها إلى الغربة، القصة عبارة عن صرخة وأنين أم سافر ابنها وهواجس الشباب وآلامهم وصعوبة الخيارات.
واختتم الأمسية الأديب الروائي القاص جمال سلومي الصادر له ست مجموعات قصصية ثلاثة للكبار وثلاثة للصغار وصدر له مؤخراً رواية بعنوان “ديانا”، جمع في أعماله الخيال مع الواقع مع تجربته الشخصية شارك بقصة بعنوان “ضاع شادي” نطق قلمه ألم ولوعة قلبه وفقدانه ولديه منذ وقت قريب، فقص قصته ليمتزج صوته بالغصة والألم، القصة هي عبارة عن حلم رآه من سنوات وتحقق الحلم بشكل مأساوي بدأه بالحديث بمذكراته عن طفولة ابنه الراحل مهيار ثم كيف فقده.