مما لاشك فيه أن الروح تصدأ ويعتريها الملل والتعب والإعياء ولا بد لها من فسحة من الراحة.
وهل أجمل من المواقف الطريفة أفضل من ذلك .؟
قد يكون الموقف الطريف تصرفاً حركياً أو طرفة كلامية أو بيتاً من الشعر وغير ذلك ..
وله إعلامه الذين يطلق عليهم الظرفاء وهم في تاريخنا الأدبي كثيرون بدءاً من جحا وبهلول والجاحظ وأبو نواس في نوادره المنسوبة إليه وقد لا تكون له.
من الطرائف في كتاب أخبار النساء لابن الجوزي أن الجاحظ وكان قصير القامة وقف جنب امرأة فارعة الطول فقال لها : صفي الدنيا لنا .
فردت : اصعد لتراها ..
ويروي أيضاً أن امرأة دميمة وقفت على باب عطار فقرأ(وإذا الوحوش حشرت) فردت على الفور (ضرب لنا مثلاً ونسي خلقه).
ويروى أن خليفة سأل أحدهم:لم خلق الله الذباب ..؟
فكان الجواب العاصف والجميل ليذل به الجبابرة .
وفي العصر الحديث نقف على الكثير من طرائف الظرفاء في سورية ولبنان ومصر….مثل المازني والمويلحي وحافظ إبراهيم ونجاة قصاب حسن ووجيه البارودي وغيرهم.
تناول هذه الظاهرة الكثيرون من الكتاب ومنهم الزميل الراحل هاني الخير في كتابه ظرفاء ومشاهير دمشق..
ولكاتب هذه الزاوية كتاب بعنوان (النكتة العربية بين الماضي والحاضر) وتناول الراحل نصر الدين البحرة تاريخ الضحك في كتاب يقع في مجلدين.
وترجم عادل العوا كتاب برغسون فلسفة الضحك ..
ولن ننسى كتب الطرائف في التراث العربي مثل المستظرف وغيره.
ومن الطرائف العفوية يروى أن اثنين تشاجرا في حافلة للنقل الداخلي فهدد أحدهما الآخر قائلاً: والله لأخرب بيتك ..فرد الثاني: إذا وجدت بيتا اخربه ..وانتهى الأمر بطرفة.
اليوم وجوهنا كالحة ومالحة ما أحوجنا إلى فسحة من راحة لتكون ملاذ الروح ..هذا إن وجدت الروح.