الثورة – علاء الدين محمد:
الثقافة بمعناها الواسع هي ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والأخلاق والعقائد والفن والعرفان والعادات والتقاليد والقدرات التي يكتسبها الإنسان، من حيث هو عضو في مجتمع، وهنا يجب التركيز على فكرة مهمة وهي الربط بين الثقافة والاجتماعي، فلا يمكن أن يكون الإنسان مثقفاً إذا لم يكن اجتماعيا ضمن إطار المجتمع.
بهذه الكلمات بدأ الشاعر إبراهيم منصور الجلسة الخامسة عشرة من الصالون الفكري الأدبي في ثقافي المزة بدمشق تحت عنوان (ما هي الثقافة)، ويرى أنه عندما نريد تعريف الثقافة أو غيرها من المواضيع فمن الضروري أن يكون لدى كل شخص فكرة معينة، فالاختلاف ليس طبيعيا فقط، بل ضرورياً كي لا نكون نسخاً متشابهة عن بعضنا، متسائلاً متى بدأت الأشياء؟.. متى بدأت الثقافة ؟
– مصطلح الثقافة..
من الثابت في بعض العلوم أن الثقافة بدأت في اللحظة التاريخية التي انتقل فيها الإنسان من البصر إلى النظر، من مجرد الرؤية إلى الرؤية، من مجرد تلبية الحاجات البيولوجية بشكل غريزي إلى إعمال العقل.
الشاعر منصور يرى أن مصطلح الثقافة استعمال جديد في الفلسفة الغربية بدأ في القرن السابع عشر في اللغة العربية، ودخل مؤخراً مصطلح الثقافة – نقصد بالمعنى الاصطلاحي وليس بالمعنى اللغوي، هو سبب تأخر اللغة العربية باستخدام مصطلح الثقافة الذي هو سائد الآن.
فثقافة الأدب لا تعني فقط القصة والرواية وغيرها، بل تعني أيضاً أدب الطعام مثلا وأدب الحديث وأدب الحوار، وقد يقال هناك ثقافة معينة في منطقة جغرافية قد يكون الدين ثقافة وأعراف معينة هي ثقافة، والتقاليد ثقافة، حتى أنماط الطعام المعينة هي ثقافة، فالثقافة تشمل كل أنماط الحياة.. الثقافة لا تمكن الإنسان من التأقلم مع محيطه فحسب، بل تمكن المحيط من التأقلم معه ومع حاجته ومشاريعه، بل وتجعل تحويل الطبيعة ممكناً.
بينما الأديب عبد الله النفاخ أوضح قائلاً: إذا أردنا أن نعود تاريخياً إلى معنى كلمة الثقافة.. كان مصطلح الأدب بمفهومه الواسع، فقد كان يطلق على من يعلِّم العلوم بمختلف أنواعها الإنسانية والأدبية وغيرها بالمؤدِّب، وهو أقرب مصطلح إلى مصطلح الثقافة هو مصطلح الأدب في العصر الأموي والعباسي عصر ازدهار الثقافة العربية.
أما لفظ الثقافة بدأ يظهر بوضوح في تاريخنا العربي في القرن العشرين فقد استخدم للدلالة على معنى جديد غير معنى الأدب، وهي كلمه تدل على العلوم الإنسانية عامة، وسموها واختاروا مصطلح الثقافة عائدين إلى الأصل الفصيح لهذه اللفظة، وهي بمعنى التهذيب والتحسين من قضايا الثقافة الصادر عن الهيئة العامة للكتاب، لافتاً في هذا الجانب تحديداً: على أنه تطور مفهوم الثقافة تطوراً دلالياً ضخماً واغتنى بأفكار العصور المتعاقبة ولاسيما أفكار عصرنا الحاضر، وفي عصر النهضة الأوروبية في عصرنا الحاضر تطور تطوراً هائلاً، فالدكتور حسين مؤنس يرى أن ثقافة الأمة هي علمها غير الواعي التي تتوارثه أجيال وتسير به في شؤون حياتها.
بينما الشاعر أمير سماوي يرى أن عبارة الثقافة مرتبطة بشكل شبه كلي بكل أنواع العلوم الأدب والفلسفة، لذلك جاء ما بعد من تحدث عن الثقافة الهلنستية التي هي امتزاج كبير بين الثقافة الهندية والفارسية وبقايا الثقافات الحضارية القديمة الحقيقية، مع الثقافة في العصور الإسلامية الأولى في نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي هي ترجمه الثقافة اليونانية وبالتالي عمليه الاختلاط المعرفي سواء الفلسفي أو الأدبي.