يمتلك اتحاد كرة القدم مقدرة فائقة على امتصاص نقمة الشارع، والبقاء على كراسي المسؤولية الكروية، مهما اشتدت الأنواء وازدادت حدة العواصف، وبشيء من الدهاء، اعتقد، أن الخروج المخيب من تصفيات المونديال، لن يكون إلا أثراً من آثار المدرب الأرجنتيني، الذي وجد نفسه مضطراً لتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الانتكاسة، بعد أن تم الإيحاء باستقلالية القرار الفني للمدرب وحده، وبسهولة تامة كان اعتذار المدرب من الشارع الكروي وإبداء أسفه على تبخر حلم كروي جديد وذهابه أدراج الرياح..
لم يكلف الاتحاد خاطره بوضع هذا الشارع في صورة و تفاصيل ماجرى، وكيف؟ ولماذا؟ وهل الخلل يكمن في المدرب بمفرده،أم بنوعية اللاعبين؟ وماذا نحتاج بالضبط حتى لايبقى سيناريو الهزات والخروج من التصفيات أسطوانة تعيد تكرار نفسها؟!
نحتاج جميعنا لنعرف لماذا حصل ماحصل؟! وهذه مسؤولية اتحاد اللعبة تجاه الجماهير المحبطة أولاً وأخيراً، لعلها تشعر ولو لمرة واحدة، أنها محل تقدير واحترام، وأن أعصابها التي استهلكتها دقائق كوابيس المباريات، غالية وثمينة لدى من يديرون دفة اللعبة، تنتظر منهم الاعتذار والتأسف وكل قواميس الخجل، والانسحاب من المشهد الكروي والاستقالة والرحيل الممزوج بالندم، لعلها تجد بلسماً من جروح الخذلان.
سقف المساءلة والمحاسبة لايعلو على استقالة الكادر الفني، ولم يكن هناك اختراق هذه المرة، على الرغم من أن الاتحاد السابق لقي مصيراً أشد في ذنب أقل وأخف!!.
لن يكون هناك اختراق لقاعدة الخيبات والفشل الكروي، فليس ثمة محاسبة!! وليس ثمة احساس بالخجل وتقديم الاعتذار، ولا شجاعة الاعتراف بالخطأ، ولا نية في الاستقالة الطوعية!! إنها حكاية وجع مزمن.