هي لغة الأرقام تعري نفاق الغرب وتباكيه المزعوم على أهالي غزة المنكوبة.. فهناك وعلى تلك الرقعة الجغرافية التي باتت خارج حسابات الأسرة الأممية فإن حياة المرضى والجرحى في خطر.. فلا علاج ولا دواء ولا مشافي ولا مراكز طبية قادرة على تأمين مستلزمات بقائهم على قيد الحياة فرصيدها أصبح صفراً أو أوشك على النفاد.
آلاف مرضى الأورام ومرضى الغسيل الكلوي في حالة حرجة.. والمجتمع الدولي بساساته يكتفون بالتفرج بينما غزة تباد وتحرق ليل نهار بصواريخ حرارية وفوسفورية ومسمارية وبكل صنوف الأسلحة المحرمة دولياً.. واللافت أنه حتى اللحظة لم يخرج هذا المجتمع إلا ببيانات إدانة وببعض القرارات التي بقيت مجرد حبر على ورق فاقدة لأي فعالية في الميادين الإرهابية.. فلا هي لجمت القاتل الإسرائيلي ولا هي ردعته عن الاستمرار في مجازر الإبادة بحق الفلسطينيين.
غزة تحولت إلى مدينة للموت والدمار وعاصمة للجوعى والمنهكين والنازحين فمن فقدان إلى آخر ومن لوعة إلى أخرى وكل صراخ المفجوعات والثكالى لم تحرك ساكناً في ضمائر إنسانية غارقة في سباتها ولم تضخ الأدرينالين السياسي والدبلوماسي والميداني في شرايين متكلسة تقف لا حول لها ولا قوة فقط عندما يكون الجزار إسرائيلياً والضحية فلسطينية.
غزة لا تحتاج إلى تعاطف هوليودي وإنما إلى أفعال تقلم مخالب الغول الصهيوني وتزج به في قفص الإدانة وتعاقبه على كل نقطة دم فلسطينية أزهقها عامداً متعمداً.
غزة لا تحتاج إلى أقوال أممية وتحذيرات دولية وإنما إلى إنقاذ الفلسطينيين فيها وفتح المعابر وإيصال المساعدات وتحريرها من براثن المحتل الغاصب.

السابق