تذرف عين المجتمع دموع الحزن والقهر على زميلة وصديقة لم نكن نتوقع يوماً أن باستطاعة مرض السرطان النيل منها وهزمها، وهي التي كانت تكره الهروب من حقيقة علمية وواقعية، وواجهت مرضها بقوة وإرادة وتحدٍ وبسمة، بجرأة وتفاؤل كانت تشرح لمن يسأل عن صحتها وتزوده بالأمل والاطمئنان والترحيب والتأهيل، بعيداً عن نق وشكوى، وجع وألم، وبهدوء استسلمت لينا ورحلت تاركة الجريدة تضج بذكرى إعلامية حاولت تأكيد الإيجابي ونقد ونبذ السلبي والنهوض بواقع المرأة وتمكينها في المجالات كلّها.
نبكيك صديقتي فقداً لقلمك وحضورك ..لضحكتك التي لم تفارق ثغرك رغم جرعات أنهكت جسدك.
نبكيك لينا حزناً وفراقاً لاحيلة لنا به إلا الصبر والدعاء بالرحمة لروحك، هو القدر يأخذ منا أحبة كنا نشتاق رؤيتهم وهم بيننا ومعنا فكيف وقد غابوا عنا قسراً ولا أمل بلقاء يجبر الخاطر ويسر القلب إلا في المنام .
ضجيج قلمك وضجة صوتك من أجل الصح والحق ومعالجة الخطأ وتشخيص الداء وردم فجوات التقصير والإهمال، وتنشيط وتفعيل القوانين وبالأخص قانون الأحوال الشخصية، كل ماخضت فيه كان اليوم حديث ذكراك مع الزملاء مع الاعتراف العلني بجرأتك وإخلاصك المهني.
وداعاً لينا .. لروحك السلام ولأولادك وزوجك العزاء والصبر.