هو ليس فرصة للتعرف على النباتات والازهار الجديدة فحسب بل هو مكان تتلاقى به الزهور مع الأشخاص المُحبة للحياة والجمال والسعادة والعمل.
في كل عام اعتادت دمشق على افتتاح معرض الزهور الدولي وهذا العام يبدو لنا مختلفاً من حيث العرض وإقبال الناس الكثيف عليه ومشاركة أكثر من 15 مشاركة خارجية من لبنان والعراق ومصر ..الخ.
وأنت تسير في أروقة المعرض تجد حالة اجتماعية جميلة قد لا تراها في أماكن أخرى، تشاهد فعاليات ثقافية وفنية ترفيهية تجذبك وتدخل السعادة إلى قلبك، فمئات السوريين مع عائلتهم توافدوا لرؤية معرض الزهور الدولي الذي تقيمه وزارة السياحة بالتعاون مع محافظة دمشق بدورته 44.
يشكل المعرض فرصة للتعريف بالمنتجات السورية ويشمل قسماً خاصاً للحرفيين لعرض الحرف والصناعات اليدوية والتقليدية, بالإضافة إلى أنه يتضمن فعاليات ثقافية وفنية كعروض إنارة وسينما الهواء الطلق وحفلات فنية ترفيهية وأنشطة تفاعلية للأطفال.
على بعد أمتار من مدخل حديقة تشرين الذي يقام فيه معرض الزهور تشاهد على جانبي الطريق الطويل مساحات خضراء ملونة بالكثير من النباتات والأزهار، فيحار الزائر من أين سيبدأ رحلته في المعرض الذي يبدو كلوحة فنية.
هي دمشق.. أرض الياسمين، تختزن في جوفها جمال الكون بأكمله، هي النور والباصرة، ونحن القابضون على جمر الحياة، نرسم الفرح, لا نعرف التوقف لأننا أبناء العطاء والحياة.
معرض الزهور وغيره من المعارض هو من نبض قلوبنا, وعطائنا, نزرعه نوراً وضياء, ليفيض على الدنيا جمالاً, غير آبهين بصعوبات الأيام وظلمتها, فسورية هي الغد الذي يطل على العالم بروعة العطاء, وفي كل مكان من على هذه الأرض المقدسة نجد شرايين السوريين تتدفق عملاً وحباً ونوراً وأملاً لتبقى سوريتنا شمساً مضيئة في دروب الإنسانية, ووشماً حضارياً على صفحات التاريخ.
عمار النعمة