شيء ما مختلف في استحقاق الدور التشريعي القادم لانتخابات مجلس الشعب رغم كل ما يشوب بعض المحافظات من تجاوزات وتدخلات.. ألم تلاحظوا معي بأن هناك الكثير من الخبرات والكفاءات تسعى وتلهث للدخول إلى مجلس الشعب.
السباق حامي الوطيس.. وهذا ” فال خير” بأنه سيولد لدينا “مؤسسة مجلس شعب” مدججة بالكفاءات، لذلك من المتوقع أن نشهد فلسفة جديدة في المهمة التشريعية والرقابية لمؤسسة تعدّ الأساس والأهم في عقد قيام الدولة ووجودها.
هو المناخ الإيجابي الناجح الذي أسست له انتخابات اللجنة المركزية لحزب البعث وما تمخض عنها قيادة مركزية للحزب قلبت كل التوقعات، والناس للحق شعرت بضوء يبص في نهاية النفق.
لنقرأ بين السطور ..
لقد وجدت الكفاءات والخبرات العامة والخاصة ضالتها اليوم في العمل السياسي الحزبي في كل الأحزاب، ووجدت ضالتها في الدخول لمجلس الشعب وفي المنظمات والنقابات المهنية والأهلية، وكذلك دخلت الكفاءات العامة في الأعمال التطوعية والخيرية، وفي كل ذلك قبل الدخول وبعده الكثير من الملاحظات والقصص.
للحق نقول: إن ما سبق هو منعكس طبيعي وموضوعي لمشروع “الإصلاح الإداري”- رغم النقد والتجاوز الذي شاب هذا المشروع- وما يقوم على مستوى مكونات الدولة في دخول الخبرات إلى أبواب بعيدة عن العمل التنفيذي بل وأهم منه في البعد الاستراتيجي، هو الدور العميق في مشروع الإصلاح الذي نسير عليه اليوم.
لقد عفى الزمن اليوم عن المؤسسة العامة “كيت” لصاحبها “زنقور الأول” بفعل تحديد المسارات الزمنية للإدارات الحكومية، وهنا يصح المثل القائل “فوائد قوم عند قوم مصائب” أو “مصائب قوم عند قوم فوائد”.
أيها السادة والإخوة والرفاق.. بعقل ومن دون تفاؤل أجوف نحن نشهد اليوم مخاض ولادة سورية المتجددة والجديدة، بالطبع نعيش جميعاً الظروف الاقتصادية الصعبة، وقد يكون المنعكس المباشر لكل ما يجري غير ملموس !!
لكن هي قواعد النهوض تقول بأن الاستدارة في الاقتصاد، كما استدارة السفن الكبرى تحتاج إلى الوقت أو بعض منه.
دمتم ودامت سورية.