الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
(عشرين) عنوان معرض الفنان التشكيلي محمد يوسف ديوب الذي افتتح في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين فرع حمص بحضور عدد من المهتمين بالفن ورواد الصالة.
أشار الفنان محمد ديوب إلى أن تسمية المعرض تعود لكونه المعرض رقم 20 بالنسبة لمعارضه المقامة سابقاً، وأن أغلب الأعمال عصارة إبداعه خلال سنوات العشرين 2020 و2021 و2022 و2023، وهي جزء من إبداعه بما يتناسب مع الصالة ومساحتها، تضمن المعرض 39 عملاً متفاوتة الأحجام بين الصغيرة والوسط، بينما أكد أن تجربته تضم أكثر من 300 عمل منها أحجام كبيرة أجل عرضها لمعارض أخرى.
وأضاف ديوب: تجربتي لا تنتمي لمدرسة معينة ولكني متأثر بعدة مدارس فيظهر كما ترون في لوحة واحدة جزء من التكعيبية والتعبيرية والتجريدية.
ولوحات ديوب مقسمة لمجموعات تبحث في نفس الموضوع، فتلحظ فيها روحا واحدة، والغالب على لوحاته البناء والمنازل ويظهر الإنسان بشكل خجول على شكل وجوه.
ومما قاله ديوب: في لوحاتي حلم ببناء معين وصياغة خاصة، ناتج عن تأثيرات نفسية وتأملات وتجليات، شاركت بلوحتين من مجموعة أعمال دائرية عنوانها تجليات شاركت بها في معرض الشارقة عرضت خلاله ٢٣عملا دائريا، ركزت على مساحة المربع في المعرض السابق، يوجد في المعرض أربعة عمال بشكل مربع.
استخدمت في أعمالي مواد مختلفة منها القهوة ونشارة الخشب والرمل والتراب والأكاسيد المعدنية والقماش مع الجرائد والكولاج بتقنيات مختلفة، وأدخلت الأرقام من دون الذهاب لدلالات، تأخذ شكل حرف أو رقم، في إحدى اللوحات أحبار مع ألوان وأوراق، وفي لوحة أخرى جمعت نشارة الخشب مع الألوان، وكذلك بقايا القهوة معالجة مع الأكاسيد بوجود الرمل مع الألوان.
يعمل ديوب على الفكرة أكثر من الشكل، وسيكون معرضه القادم صوفيا مجردا من أي مفهوم، فيه فكر غير مباشر يتضمن بين ثناياه قصيدة ،يختزل الكلمات في مساحة مربع، ممكن أن يخرج من خلال لوحاته كتاب أدبي.
يجتهد ديوب في لوحته، لتتضمن مجموعة من الأفكار، فلا تكفي مساحة اللوحة أحياناً، فينطلق لمساحة أكبر، وتكون لوحته نتاج أفكار امتدت ربما لعشرة أيام أو شهر وربما عام، فيرسمها خلال ساعة او ساعتين.
وقد طغت على أعماله الألوان الصارخة الواضحة فترى الأبيض أبيض والأسود أسود والرماديات متممات، ربما يعود السبب لاختصاصه بالغرافيك الذي يعتمد التباين اللوني حتى تتضح الفكرة، فتكون نظرياً جاذبة للنظر، واللوحة لديه تعطي علامة فارقة، فالأصفر حاد رغم بعد أغلب الفنانين عنه فهو لون جريء فاضح.
تحتوي لوحات ديوب الألوان الواضحة، رغم وجود تدرجات الألوان كالبني الفاتح والغامق، وفي لوحات أخرى نلمس الضبابية والألوان الغامقة، ونرى اللون الكريمي القريب للأصفر الواضح الذي يجذب النظر، ولديه أعمال غير مكتملة لا يتردد في عرضها غير خائف من النقد الفني على أسس، ولا يقوم بالرسم فوق عمل سابق.
وعلى هامش المعرض التقينا مع رئيس فرع حمص لاتحاد الفنانين التشكيليين إميل فرحة فقال: يقدم ديوب تجربة جديدة مختلفة عن معارضه السابقة، مجموعة أعمال متكاملة فيها انسجام وتكامل، وأغلب أعماله تظهر فيها المدرسة التجريدية والتجريدية التعبيرية، وأتصور أنه موفق اليوم باختياراته سواء باللون والإخراج والتكوين، فنرى طرحا جديدا ومستوى عاليا جداً.