رنا بدري سلوم
لطالما كان يرسم بعينه الثالثة متوجهاً نحو الحلم والخيال، لكن هذه المرة فاجأنا ولفت أنظارنا إلى فردة حذاء على أرض الواقع، لماسح أحذية هو بطل مسرحيته الأولى، فنان الكاريكاتير العالمي رائد خليل كتب وأخرج مسرحيته طوال عام ونصف، فكما صرح لصحيفة «الثورة» أن المسرح والكاريكاتور توءمان، لذلك عمل على إظهارهما في عمل مسرحي بعنوان «فردة حلم» وهو عنوان إشكالي يثير تساؤلات كثيرة.
عن سؤال هل تحوّل الحلم إلى فردة تنتعل أو تُلمّع؟ أم هل وصلنا إلى القاع بسبب الانكسارت المتلاحقة؟ يجيب خليل: العمل المسرحي سيجيب عن بعض التساؤلات بأسلوب شائق وساخر لا يخلو من الشك الذي يعد طريق الفلسفة الأول، وعن جمهوره المستهدف يصرح أن العمل موجه لكل حالم بمساحة أوسع في دوائر التمنّي ومساحات الأمل، فالأحلام بصرف النظر عن دالها ومدلولها تبقى رهينة إلى حين، أما عن رسائل العمل فيشير إلى أنه يقدم رسائل عديدة ومضامين حياتية بقالب فلسفي يخاطب الوعي وسيكولوجية الناس بدقة عالية ويدغدغ أحلامهم، «وهنا نترك حرية التلقي للجمهور فهو القادر على ملامسة ما يصبو إليه»، والكتابة والإخراج عند خليل يستندان على عالم الفن الواسع الذي يترجم الوقائع بأسلوب مغاير ويرى الأفق بعين ثالثة بعيدة عن العادي، وفقاً له، فالمخرج الكاتب، يستطيع تقديم إحساسه بصدق لأنه تعايش مع كل تفصيل وخلق معادلة المعايشة الجمالية من ناحية التأثر والتأثير، فالمسرح وبحسب خليل أبعد من شكلٍ وإيماءة، وأبعد من صرخات نور وظل على امتداد الأجساد، بل هو «الغروتيسك» بكل ملامحه وملاحمه «الكارتونية»، وهو تفصيل العمق في سراديب التجريب.
ولفت خليل في تصريحه أنها البداية لأعمال قادمة تخلق خلخلة في نفوس الجمهور، فالمسرحيّة تختصر الممكن بإيقاع الانتظار والترقب، وكم من شخص رحل بطعنة حلم غادرة، مسرحية «فردة حلم» من إنتاج المسرح القومي مديرية المسارح والموسيقا، تعرض على خشبة مسرح القباني من ٢١ الشهر الحالي ولغاية ٤ أيلول، يشارك فيها كل من الممثلين: غسان الدبس، طلال محفوض، مادونا حنا، كريم خربوطلي، جمال الدين زعير.
