توقف مجمع اللغة العربية في تعريفه لكلمة ترند بأنها :”موضوع ساخن جديد يثار على منصات التواصل الاجتماعي، فينتشر بسرعة في فترة زمنية قصيرة، ويهتم به الجمهور ويتداولونه بالحديث فيه والتعليق عليه، ويتبادلون الأخبار عنه بكثرة”.
ومن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها كافة، يجد أنها تسعى جاهدة من خلال بعض صناع المحتوى إلى طرح بعض القضايا أو المواقف او السلوكيات التي تلقى تفاعلاً كبيراً لدى المتابع والمتلقي، يتضح ذلك من خلال التعليقات التي تتقلب آراؤها بين السلب والإيجاب، وينقسمون في مواقفهم تبعاً لخلفياتهم الثقافية والاجتماعية، وربما حسب أهوائهم التي لا تتسم بالموضوعية، بل تنضوي في خانة” ركوب الموجة” ما يؤدي إلى طرح أفكارلا تمت إلى المنطق والوعي والعقلانية بصلة.
وهذا ما تابعناه قبل أيام قليلة في الترند الذي ضم إعلاناً تجارياً حرك مشاعر الجمهور المتابع لأنه يسيء إلى قيمة الكتاب الذي يرمز للعلم والثقافة والحضارة، والترند الآخرلاتزال تبعاته محط اهتمام الناس وتداولاتهم وهو” عرس قلعة دمشق ” وبين هذين الحدثين اشتعلت وسائل التواصل وشكلت مساحة كبيرة لإصدار أحكام وآراء اتسم بعضها بالوعي والتبصر، بينما كانت الآراء الأخرى لا تستند على قاعدة فكرية أو مصدر قيمي اجتماعي، ما أدى إلى قذف الاتهامات العشوائية التي تثير الضغينة لدى البعض، وهذا بدوره يشكل السيف بحدّيه، بين من يضع النقاط على الحروف بجدية وشعور بالغيرية، وبين من يتصيد في الماء العكر. ما يخلق نوعاً من الانشطار بين شرائح المجتمع مع إيماننا المطلق بنظرية قبول الرأي والرأي الآخر، ولكن عندما تكون معايير النقاش موضوعية ومبنية على منظومة من القيم الإنسانية والاجتماعية وتساهم في بناء وعي الفرد .
وهذا بالطبع يتطلب الحذر في تعاملنا مع الترند وفي استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي والابتعاد ما أمكن عن الانسياق وراء محتوى قد” يدس السم في العسل” ويأخذنا إلى متاهات لاتحمد عقباها، فلكلّ كلمة وفكرة أسرارها علينا سبرأغوارها بوعي فكري وإحساس عال بالمسؤولية، بوصلتنا فيه الحفاظ على استقرارالبلاد وأمنها وأمانها.

السابق
التالي