الثورة – يمن سليمان عباس:
كان أمس أبعد من حدث عادي روتيني يتكرر كل عام مع عودة أبنائنا إلى مدارسهم من الروضة إلى المرحلة الثانوية.
وعلى الرغم من كل العدوان الذي تعرضت له سورية لم تتوقف العملية التربوية أو التعليمية بل ظلت مستمرة.. وظل أبناؤنا الطلبة ومعهم الأسرة التربوية يعملون بثبات وقوة وصبر وأمل.
مشهد أمس وأطفالنا حلقات عصافير تقترب وتنأى تتجمع وتتفرق وهم فرحون في العودة إلى مدارسهم..
هذا المشهد الرائع يعطي الدلالات أننا بخير على الرغم من كل ما نراه.
أمس ثلاثة من أحفادي، كل واحد منهم إلى مرحلة جديدة، فرح بها بلهفة وشغف جهز ما يجب وانتظر التوقيت ريثما تكتمل دائرة الزملاء.
هذا المشهد ذكرني بما قاله الشاعر الراحل شوقي بغدادي في الأطفال:
هنا في فراغ القلب طاروا وحوموا فراشات حقل في عيوني تدوم
أراهم مدى عمري فكل قصيدة اغني قوافيها التي تشتهى هم
أحبهم في العيد فرحة بيتنا مع الفجر قاموا وارتدوا ثم سلموا
أحبهم عند الشتاء إذا غدوا فضج بهم صف وناء معلم
فإن رجعوا فالبيت منهم قصائد تعاد وأرقام مئات تنظم
أمامهم الدنيا مروج جميلة وقفز على العشب الطري منغم
لأمثالهم نبني ونرفع عالماً على الأرض يحيا الطفل فيه و يسلم.
أما المدرسة التي تركوها لبضعة أشهر فهي على لسان الشاعر الراحل سليمان العيسى أحلى الأنغام:
هذا صفي هذه كتبي
تشرق فيها شمس العرب
أهلا… أهلا… يا مدرستي
هيا نقرأ أحلى لغة
نكبر معها… نعلو معها
لغتي الفصحى ما أروعها
لغتي علم… لغتي شعر
منها السيف و منها العطر
يا شلال الزمن الآتي
مثلك لغتي نبض حياتي
أهلا… أهلا… يا مدرستي
هيا نقرأ احلى لغة
ورقات تطفر في الدرب
والغيمة شقراء الهدب
والريح أناشيد
والنهر تجاعيد
يا غيمة يا أم المطر
الأرض اشتاقت فانهمري
والفصل خريف
عدنا عدنا بدفاترنا
بأغانينا وأناشيدنا
البسمة في شفتي
ما أحلى مدرستي
والفصل خريف.
السابق