الثورة – طرطوس – لجينة سلامة:
مع اختتام (فعالية نهاية صيف2024 للأطفال) الذي أقامه المسرح القومي في طرطوس برعاية وزارة الثقافة – مديرية المسارح والموسيقا الأسبوع الفائت، ومع متابعة يومية ورصد لحركة توافد الأطفال برفقة الأهالي.. يتبادر إلى الذهن محاولاتهم الجادة لأخذ أبنائهم باتجاه الاهتمام بالمسرح والموسيقا والرقص، عالم الفن والإبداع والخيال، عالم الجمال والحقيقة بعيداً عن عالم الفوضى والاستهلاك للبدن والعقل في زمن الصورة خاصة لفئات عمرية دون أخرى يكون فيها استسهال اختراق الشخصية عبر دوافع ورغبات غير منضبطة لجهة أنه بات كل شيء متاحاً عبر شاشة صغيرة بين يديك تصل إلى حيث تريد وترغب.
في طريقي إلى المسرح استوقفتني سيدة برفقة أولادها تستدل مني على مكان الفعالية فرافقتها، وكان حديثاً ممتعاً لمست فيه سعادة لا توصف لدى الأطفال ورغبتهم في المتابعة والسعادة الأكبر لدى الوالدة، خاصة وقد استجاب أولادها لكلامها بإيقاف استخدام الموبايل، ليظفروا بالذهاب إلى المسرح.
إذاً هناك من يبحث عن المعلومة والفائدة والمتعة بطريقة تفاعلية ومباشرة بعيداً عن عالم النت ومحركات بحثه المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، وهناك من يحرص على ما يتلقى أبناؤه من محتوى آمن وهادف وممتع ضمن نص وأسلوب يناسب الفئات العمرية المختلفة ويأتي على رغباتهم واهتماماتهم وهو ما تركّز عليه إدارة المسرح.
عندما ترصد الأطفال وهم يتابعون الفعاليات يصلك التفاعل الحي والمباشر، ويصلك قبل ذلك حجم المسؤولية الجماعية الملقاة على الأهل والمدرسة والمؤسسات المعنية بتربية الطفل وتنشئته من أجل العناية بما يقدم له وبمتابعة اهتماماته ورعايتها واستثمار النت لصالحهم بطريقة مدروسة بعناية.
الجدير ذكره أن (فعالية نهاية صيف 2024 للأطفال) كانت بعد أن استأنف المسرح نشاطاته بعد توقف دام شهرين تمت فيها عمليات الترميم.
بدأت عروض الفعالية يوم الاثنين 2/9 بعرض مسرحي راقص لفرقة (شهرزاد للفنون الشعبية) إعداد وإخرج أنس حرفوش.. وفي اليوم الثاني للفعالية قدمت فرقة (براعم الموسيقية) بقيادة الفنان عبد الحميد حسن وإدارة السيدة خلود حسن مجموعة من المقطوعات الموسيقية الطربية وعدد من الحان الرحابنة.. فيما قدمت فرقة “نوغا” المسرحية في اليوم الثالث عملاً بعنوان (ابن صباح) من إعداد وإخراج جاك عاقل، وكان اختتام الفعالية في اليوم الرابع مع فرقة “رينبو ” التي قدمت عرضاً بعنوان” مغامرات زيزو ولولو”، تأليف وإخراج وعد الجردي.
