لم تكن كلمات الضجر والشكوى واليأس يوماً مفتاحاً للخروج من أزماتنا، ولا تشكل في تكرارها جدوى يمكن أن نبني عليها آمالاً تثمر في القادم من الأيام، بل ستكون أحلامًا أوهن من بيت العنكبوت.
فلماذا لا نتجه إلى طريق أكثر رحابة، ونسعى من خلال قدرات ومهارات نمتلكها لإيجاد وخلق فرص جديدة للحياة، نلونها بالعمل والتفاؤل والإنجازات ولنا في الكثير من التجارب أسوة وأنموذجاً يحتذى.
فمن يتعمق في تفاصيل مجتمعنا ويسبر أغوار الناس، لا شك سيشعر بالدهشة كيف يستطيع الفرد أن يخلق لنفسه عالمًا من النجاح والإنجاز والتفوق إن كان على صعيد الإبداع والاختراع أو على صعيد التفوق الدراسي أو على صعيد إحياء بعض المهن والاستثمار في بعض خيرات الأرض ليشكل مصدرًا جديدًا لحياة أفضل والأمثلة بالطبع عصية على الإحصاء.
وعندما نبحث عن كلمة السر في دوافع من تجاوزوا التحديات وانتصروا على واقعهم يقولون” إنه الوطن” هو من يتربع على عرش أحلامنا ويليق بنا أن نكون أوفياء له في حالاته جميعًا، ونحن مازلنا ننهل من خيراته التي لا تنضب، ومهما كانت التحديات اليوم كبيرة، فهي إلى زوال عندما يتكاتف الجميع كل من موقعه للنهوض والعمل والاستثمار ما أمكن في رأس المال البشري، لأن الثروة الحقيقية للمجتمع تكمن في أفراده.
وهنا لابد أن نعترف بأهمية دور الإعلام في تقديم برامج تسلط الضوء على قصص النجاح، لتكون واحدة من مصادر الإلهام لبدايات جديدة تنهل من معين الأمل بغد أكثر إشراقاً وحياة ملؤها الخير والعطاء والإنجازات.
ولا يمكن تجاهل دور المثقف في بث الوعي بين شرائح المجتمع والتوجه ما أمكن إلى شريحة الشباب لتعزيز انتمائهم وحثهم على التمسك بأحلامهم على أرض وطنهم، لأنهم أمل الوطن وغده المشرق الذي يزهر بسواعدهم ويبنى بطموحاتهم ويكبر بقلوبهم النقية.

السابق
التالي