تربية الطفل بسلوكيات إيجابية

الثورة- مها دياب :
يعاني الكثير من الأطفال من التنمر وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين في الحياة عامة وفي المدرسة بشكل خاص، سواء كانوا أطفالا أصحاء أم يعانون من مرض نفسي أو عقلي كالتوحد وغيره ما يسبب لهم الانطواء والخوف و العنف أحيانا مع أقرانهم، الأمر الذي يجعل باقي الأطفال يشعرون بالنفور والبعد وأحياناَ كثيرة العنف والتنمر عليهم .
وهنا تؤكد الدراسات الاجتماعية على دور الأهل بأن يكونوا قدوة في التعامل الاجتماعي و السلوكي مع الجميع وعليهم تربية الأبناء وتوجيه سلوكهم وبناء أخلاقهم في التعامل مع الأقران باحترام ومحبة ، الأمر الذي ينعكس بطاقة إيجابية على الطفل نفسه وعلى الآخرين خاصة مع زملائهم في الصف الواحد.
التربية الإيجابية.
تحدثت السيدة مايا عن أهمية التربية الإيجابية من خلال موقف حصل مع ابنتها ميرا، التي كانت سعيدة جداَ عند عودتها من المدرسة في أول يوم دراسي لها وهي تحمل معها دفترا صغيرا للذكريات وعند سؤالها عن  السبب أجابت بأنها سعيدة جداَ بهذه الهدية لأنها من زميلتها فاطمة ، لافتة أن هذه الطفلة في السنة الماضية لم تكن تتعامل مع أحد من أقرانها وتجلس وحيدة، فيما زملاؤها كانوا لا يتعاملون معها، أو حتى يحاولون ذلك، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك فمنهم من قال أن لديها شيئا في دماغها ومنهم من ذكر أن لديها حالة نفسية
وهكذا كثر اللغط والكلام ، دون محاولة أحدهم التعامل معها بشكل إيجابي بل هناك من أخذ يتنمر عليها أثناء العام الدراسي ومعاداتها.
كنت أحزن عليها كثيرا تقول أم ميرا ولكن تخاف التعامل معها إلى أن سألت والدتها المربية لأجيال خلت، كما ربتها دائما على التعامل مع الآخرين بمحبة واحترام ، كان جواب أمها أن طلبت منها أن تحاول الابتسام في وجهها لترى ردة فعلها..وفعلا خلال أسبوع بدأت الطفلة ميرا تنظر إلى أمها براحة وعدم قلق وتبتسم في وجهها.
ومع  الأيام  تقول صباح الخير وإذا ما أرادت شيئا تطلبه منها وهكذا بدأت تحدثها بشكل مقبول إلى حد ما، ولكن بحذر كانت تشعر ام ميرا أنها متوترة وخائفة في بعض الأحيان ،ومع ذلك كانت تبتسم حسب وصية مها ولا تعلق على أي ردة فعل لديها وخاصة حين عرفت أن لديها نوعا من التوحد وما تقوم به هو بسبب ذلك وليس لأنها تريده حسب قول أم ميرا.
التي  أكدت على ما قالته والدتها من أن هذه التصرفات بغير وعي منها، إنما هي تعبير عن الخوف و الرهبة ، أما الاطمئنان فيأتي من التعامل بحب وهدوء معها،
الطفلة ميرا عبرت عن السعادة بكلمات فاطمة و مدى محبتها لها وأن الهدية تعبير عن امتنانها لتعاملها اللطيف تجاهها و حمايتها من تنمر زملائها عندما أخبرتهم أنه لايجوز أن يؤذي أحد الآخر بالنظر أو الكلام حتى لو كانو مختلفين عنا، وهنا أكدت والدة ميرا على ضرورة بناء شخصية أبنائنا سلوكياَ منذ الصغر وكم هي فخورة بابنتها وما وصلت إليه من محبة و احترام من أصدقائها.
تربية الطفل سلوكياَ
يعد غرس آداب السلوك في الأطفال من أولى المهام التربوية للأهل،وعليهم بذل الجهد و الاهتمام بتوجيهها وزرعها فيهم ومن أهم هذه السلوكيات:
أن يتعلم الطفل من والديه طريقة التعامل مع الآخرين، لذلك يجب على الوالدين خاصة الأم التي تقضى أغلب وقتها مع طفلها أن تعلمه كيفية التعامل والتعاون كترتيب غرفته و طلب الشيء باحترام ومودة.
أيضاَ يجب تربيتهم والتأكيد على تقبل الاختلاف عن زملائهم سواء باللون أو بالحجم أو بالإعاقة أو المظهر، فمن قواعد الذوق التعامل بمحبة واحترام مع الآخرين.
لعل تعزيز لغة التسامح والتعاطف للطفل منذ الصغر مع الآخرين يطور قدراته الاجتماعية ويرفع احساسه  بمعاناة الآخرين .
كذلك التحذير باللين والرفق عن أهمية التعامل مع الآخر دون تنمر أو ايذاء  وطلب الأشياء باحترام وإن استطاع الطفل القيام بحمايتهم لأنهم في كثير من الأحيان يكونون غير قادرين على التعامل وحماية أنفسهم وهذا يبنى في الطفل حبه للمساعدة وثقة في النفس .
ولا بد من النصح بأن يتعامل مع الآخرين كما يحب هو أن يتعاملوا معه و أن الايذاء و التنمر والعنف لا يأتي إلا بالنفور و الغضب والكره من الآخرين .
*شعور الرضا والراحة
الشعور بالأمان بين أقرانه عندما يسود جو المحبة والتسامح بينهم.
تعامل الطفل مع الآخرين بمحبة واحترام  يعطيه شعور بالرضا والراحة .
وبالتالي  تتحسن قدراته على التواصل الاجتماعي وبناء الصداقات وكسب احترام الجميع.
فعندما يعم التعامل باحترام بين الأطفال وأهليهم و أصدقائهم وزملائهم يصبح ذلك من سمات المجتمع الذي نعيش فيه الأمر الذي ينشر المودة والألفة و التقدم والرقي و الأمان في التعامل.

آخر الأخبار
اللجنة العليا للانتخابات: إغلاق باب الترشح وإعلان الأسماء الأولية قريباً الرئيس الشرع يستقبل الأدميرال تشارلز برادلي كوبر قائد القيادة المركزية الأمريكية دخول 31 شاحنة مساعدات إنسانية أردنية قطرية عبر مركز نصيب ترحيل القمامة والركام من شوارع طفس "التربية والتعليم": قبول شرطي للعائدين من الخارج وزيرة الشؤون الاجتماعية: مذكرة التفاهم مع الحبتور تستهدف ذوي الإعاقة وإصابات الحرب مهرجان «صنع في سوريا» في الزبداني… منصة لدعم المنتج المحلي وتخفيف الأعباء المعيشية خطوات صغيرة وأثر كبير.. أطفال المزة  ينشرون ثقافة النظافة محافظ حماة يفتتح "المضافة العربية" لتعزيز التواصل مع شيوخ القبائل   " التعاون الخليجي" يجدد إدانته للعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية  البرلمان الأوروبي يدين  منع "إسرائيل " المساعدات عن غزة ويدعو لفتح المعابر  تفاقم أزمة المواصلات في ريف القرداحة  منحة نفطية سعودية لسوريا… خطوة لتعزيز الاقتصاد والعلاقات الثنائية  انطلاقة جديدة لاتحاد المبارزة  نتائج جيدة لطاولتنا عربياً  اتحاد الطائرة يستكمل منافسات الدوري التصنيفي الذكاء الاصطناعي يصدم ريال مدريد وبرشلونة مفاجأة ألكاراز.. تسريحة شعر خارجة عن المألوف الريال يواصل الغياب عن حفل (الكرة الذهبية) "عبد المولى" ينهي مهمته كمنسق أممي في سوريا حاملاً الأمل والتقدير للسوريين