بداية وقبل أن نتحدث عن دور المجتمع المحلي والأهلي في دعم مؤسسات الدولة بشكل عام والعملية التربوية والتعليمية بشكل خاص، لابد أن نشير إلى أن السيد الرئيس بشار الأسد يشير دائماً إلى الدور الفاعل والمؤثر الذي تقدمه الفعاليات الاقتصادية والمجتمعية من دعم لمؤسسات الدولة ولأبناء المجتمع خاصة في ظل الظروف التي يمر بها البلد من حصار اقتصادي.
تأكيد الرئيس الأسد يقودنا للقول بأن المجتمع المحلي والأهلي عندنا يعد مثالاً حياً يعطي دروساً كبيرة في انتماء شعبنا وحبه لبلده وأهله والحقيقة الهامة، هي أن تاريخ أبناء سورية متجذر بالحضارة، وبطبيعة الحال فإن هذا التجذر لا بد أن ينعكس في الأزمات، وهذه هي حقيقة لا يمكن لأحد أن يتجاهلها.
ما دفعنا للحديث عن دور المجتمع المحلي والأهلي ما تقدمه فعاليات هذا المجتمع من دعم وخاصة فيما يتعلق ببناء المدارس التي دمرها الإرهاب بشكل كامل، وتبلغ تكلفتها بالمليارات. على سبيل المثال لا الحصر مدارس مدينة النبك التي أعيد بناؤها بتكلفة وصلت حتى حدود خمسة مليارات، وكذلك مدارس منطقة دوما والتل وعربين، وأيضاً مدارس الغارية الشرقية بمحافظة درعا، وهناك مدارس أعيد بناؤها في أغلبية المحافظات السورية، أو تلك التي هي بحاجة لإعادة ترميم، إضافة لما يتم تقديمه من مستلزمات للعملية التعليمية، طبعاً كل ما أشرنا إليه نفذ على نفقة المجتمع المحلي والأهلي في تلك المناطق ومن دون أن تتكلف وزارة التربية أي قرش واحد سوى إعطاء الموافقات بالعمل، ولا نكون مغالين إذا ما قلنا إن المجتمع المحلي والأهلي هو مجتمع خير ومعطاء لا يحتاج سوى إعطاء المرونة والحركة في تقديم وسائل الدعم، لا أن نضع العصي أمام ما يقدمه من أعمال ترفع لها القبعة، ونحن عندما نقول لا أن نضع العصي أمام ما يقدمة الخيرون من الفعاليات الاقتصادية والمجتمعية من دعم للمدارس، لا نقول من فراغ، فما يقوم به بعض المفتشين في الهيئة المركزية والجهاز المركزي للرقابة المالية من تحقيقات حول ما يقدمه المجتمع المحلي والأهلي من دعم يدفع تلك الفعاليات للتفكير كثيراً قبل الإقدام على بناء مدرسة أو ترميم أخرى ومثالنا على ذلك ما تقوم به الهيئة المركزية من توجيه أسئلة للفعاليات المجتمعية بدوما عن كيفية صرف عمليات البناء والترميم للمدارس، وهذا ينسحب أيضاً على الجهاز المركزي للرقابة المالية في ثانوية التل حول كيفية إعادة بناء هذه الثانوية من المجتمع المحلي ومن دون أن تتكلف التربية ليرة واحدة.
طبعاً أمثلتنا كثيرة وفي أغلبية المحافظات، ونحن هنا نتوجه لتلك الجهات بأن دعوا المجتمع المحلي والأهلي يقوم بدوره في ظل الظروف الخانقة التي يمر بها البلد.
دعوا تلك الفعاليات تقدم كل ما تستطيع تقديمه بلا مقابل وخاصة فيما يتعلق ببناء المدارس أو ترميمها أو تقديم مستلزمات العملية التعليمية وبما يسهم في عودة أبناء الوطن إلى مدارسهم مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا المجتمع يأخذ على عاتقه بإيصال المعلمين والمدرسين على نفقته في أغلبية المحافظات، أفلا تستحق هذه الفعاليات الشكر والامتنان بدلا من وضع العصي امام عجلات ما تقدم.
بكل الأحوال ونحن نتحدث عن دور المجتمع المحلي والأهلي نقول وبالفم الملآن إن المشاركة المجتمعية ضرورة، وهى ليست شعاراً تربوياً ولا شعاراً مجتمعياً، إنما شعار تحول إلى واقع، لذلك نقول إن المشاركة المجتمعية ضرورة قصوى فى هذه المرحلة، لأنه لا يمكن أن يتحقق التعليم للجميع فى ظل الموارد الحالية أو الموارد الحكومية إلا بمشاركة مجتمعية كالتي نراها في أغلبية مدننا وبلداتنا.
التالي