فؤاد مسعد
أمسية حلبية تعبق أصالة وطرباً بعنوان :»قدّنا المياس» يحييها المطرب صفوان العابد والفرقة الموسيقية في الثامن عشر من الشهر الحالي على خشبة مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون.»قدنا المياس، تسمية خاصة بي وحقوقها لي، والقدّ اسمه القدّ الحلبي، وأول ما تم غناؤه في حلب».
هذا ما أكده المطرب صفوان العابد بداية حديثه مع صحيفة الثورة، معرجاً على البرنامج الذي سيتم تقديمه في الأمسية ويمتد إلى أكثر من ساعة ونصف الساعة، يقول: «تضم الأمسية موشحات وبعض القصائد، والقدود حلبية من عدة مقامات بما فيها الحجاز والصبا والبيات.. يمكن القول:إنها ليلة طربية بامتياز»، ويؤكد أنه سيقدم قصائد له لم يغنها أحد. أما الفرقة الموسيقية فمن حلب، معتبراً أن الفرقة الموسيقية هي روح الطرب.
وعن خصوصية المطرب الحلبي يقول: «لكل منطقة في سورية تراثها ومطربوها، ولكل منهم روحه الخاصة وجمهوره، ولكن الأصوات الحلبية هي جينات تتوارثها الأجيال، حتى عبر التراث الحلبي من دور أو قدّ أو موشح. ولا يغني هذه المادة الصعبة إلا المطرب القدير، الذي لديه سفينة كاملة من الطرب والموشحات..».
وعن «القدود» نوه بحضوره المؤتمرعندما أعلنت «اليونسكو» إدراج القدود الحلبية في سورية على قائمة التراث الثقافي غيرالمادي، موجهاً الشكر إلى الأمانة السورية للتنمية التي عملت بشكل دؤوب لعدة سنوات في هذا المضمار، مشدداً أن العنصر المساعد والأساس في ذلك المطربون الحلبيون وعلى رأسهم الفنان الراحل صباح فخري، يقول: «استخلصنا ونبشنا ما لم يُغن أو ما تم غناؤه ولم يكن معروفاً بشكل كبير».
وفيما يتعلق بالتوزيع الموسيقي أكد أن له رأياً فيما يتعلق بالقدود والموشحات، يقول: «برأيي بأنه يُمنع منعاً باتاً التوزيع الموسيقي لهذه المادة الطربية الغنائية الدسمة، وينبغي ألا يدخل إليها أي آلة غربية»، مشدداً أن الآلات المسموحة فيها هي الآلات الشرقية كالقانون والناي والعود والرق «الإيقاع»، منوهاً بالتوظيف الموسيقي البسيط ليخرج القدّ بأبهى صورة مع الموسيقا الشرقية.