ميساء الجردي
نظراً لكونها نوعاً من أنواع العلاجات الشعبية في الطب البديل، من خلال استخدامها ضمن نقاط محددة على الجسم، وهو العلاج المعروف منذ آلاف السنين للكثير من الأمراض، وخاصة تعزيز القوى الإيجابية لدى الأشخاص.، ولأنها اليوم تشكل جزءاً مهماً من الدراسات الحديثة وعودة شعبية كبيرة لممارسة هذا النوع من الطب التكميلي، هناك عشرات الدورات التي تقام لتقديم هذا العلم بطرقه الصحيحة، ومن ضمنها ما يقدمه مركز الأعمال الوطني بدمشق بتصحيح المفاهيم ووضع الحجامة على طريقها العلمي الصحيح.
معلومات وشهادة موثقة
مدير المركز الدكتورة فريال رسلان أكدت لـ»الثورة» أن الحجامة أحد العلوم الطبية المهمة، وأنها ليست خرافات أو مجرد تقاليد شعبية، قبل أن تسمح بتعليمها ضمن المركز، مشيرة إلى أنها بدأت بتعليم الطب البديل منذ عام 2016 من خلال دورات متعددة حول العلاج «بالنحل والحجامة والأعشاب»، وخاصة بعد أن لحظت الحاجة إلى وجود هذا العلاج خلال فترة الحرب الإرهابية على سورية، ونقص الأطباء في بعض المناطق.
وبينت أن المركز قدم خمس دورات في الطب البديل سواء بالحجامة أو العلاج بالنحل والأعشاب، وهي تقدم هذا النوع من الدورات وفقاً لحاجة المجتمع، وطلب المتدربين الذين يسعون للحصول على معلومات صحيحة ونظامية وشهادة موثقة تساعدهم لأن يكونوا مدربين في هذا المجال، لافتة إلى وجود الكثير من المتطوعين والمرضى الذين يأتون للعلاج أثناء هذه الدورات ويحصلون على نتائج مبهرة بشكل مجاني.
علاج متوارث ومعتمد
من جانبه الاستشاري في علاج منتجات النحل والمدرب المعتمد للعلاج بالحجامة ضمن الاتحاد العالمي للطب التكميلي والتجميلي الدكتور عصام عودة بين أهمية العلاج بالحجامة انطلاقاً من العودة إلى الطبيعية، وكذلك أهميته لدى المجتمع السوري، كونه علاجاً متوارثاً ومعتمداً اعتاد عليه الآباء والأجداد في الطب العربي التقليدي بشكل عام، لافتاً إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك تقنية طبية تساعد الإنسان في الوقاية والعلاج تشبهها أو تقترب منها، إلا أنه لابد من تصحيح طريقة العلاج والمفاهيم الخاطئة حولها، واستخدام الأدوات الحديثة، فعلى سبيل المثال الكثير من الناس يذهبون للتبرع بالدم بدلاً من الحجامة، وذلك لأن المفهوم البسيط للحجامة لديهم هو سحب الدم الفاسد، وهذا أمر لا يصح علمياً أو طبياً.
مسكن للألم
وأكد أن دراسة موضوع الحجامة والتدريب على طرق العلاج بها يأتي وفقاً لمتطلبات العصر الحديث، وما تقدمه الأبحاث العلمية بخصوص تأثيرات الحجامة في معالجة المرضى فيزيولوجيا والتي أصبحت موضع اهتمام في الدول الغربية المتقدمة، إضافة إلى أنها تشكل ركيزة علاجية في الصين واليابان، فهي مسكن للألم ومهدئ لموجهات الدماغ التي تمنع الإنسان من الاستقرار ولها أثر توازني ومنشط مناعي قوي من خلال دخولها إلى عمق المشكلة الصحية، مشيراً إلى وجود الكثير من الأفكار والأحاديث لدى أطباء شعبيين يشوهون مفهوم الحجامة، وهذا يستدعي التأهيل والتدريب لوضعها بشكل علمي في مكانها الصحيح، وإن الأشخاص المؤهلين للتدريب هم أصحاب الاختصاصات الطبية لكونهم أقدر على فهمها وتقربها لمفهوم الطب العام وأساليب تطبيقها.
علاج مكمل
وقال عودة: هناك أشخاص يأتون إلى المركز يطالبون بشهادة للعلاج بالحجامة دون أن يخضعوا للتدريب بحجة أن لديهم معلومات، ولكن للأسف ما يقومون به في هذا الجانب العلاجي هو جزء بسيط جداً، وأقل من القليل مما يتضمنه هذا الطب البديل وطرق ممارسته، وخاصة أنه يشكل أحد العلاجات المكملة لفتح النواة اللبية وعلاج آلام الشقيقة، وفي إزالة السميات التي يتناولها الإنسان بشكل يومي مع غذائه في الكبد والرئتين والجلد.