الثورة _ فؤاد مسعد:
يعرض يوم الخميس القادم في المركز الثقافي العربي في المزة، الفيلمان القصيران «جوري» و «خلص الشحن» وهما من إخراج يزن نجدة أنزور، ويلي العرض ندوة حوارية.
سبق لفيلم «جوري» أن نال الجائزة الكبرى في مهرجان الدار البيضاء، وهو سيناريو وإخراج يزن نجدة أنزور، إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وبطولة كل من الفنانين: بيير داغر، روبين عيسى، الطفلة شهد الزلق، محمد نظام رعد، مجد الزند، أحمد حبش، علي إبراهيم.
في خلطة متجانسة وجاذبة جمع مخرج فيلم «جوري» بين كل من الأكشن والتشويق ورصد الحالة الوجدانية المفعمة بإنسانيتها، مقدماً حكاية سينمائية مشبعةً بفيض من المشاعر التي تراوحت بين الخوف والترقب والتحدي، هذه المشاعر التي رافقت فتاة صغيرة شكّلت المحور الأساسي للعمل.
تنطلق المشاهد الأولى لهجوم مسلحين يقتلون الناس بلا رحمة، ومحاولة الطفلة ووالدتها النجاة، إلا أن الأم تضحي بنفسها لتضمن بقاء ابنتها على قيد الحياة، ما يجعل الطفلة وحيدة ومحاصرة في مدينتها التي تعرضت لإبادة جماعية من المسحلين، وفي مكان مظلم اختبأت فيه ترى النور من خلال آثار القذائف على الجدار، ووسط صراعها للبقاء في حي بات مدمراً بالكامل بدأت تتعامل مع واقعها الجديد بكل ما فيه من مشاهد قاسية ودماء ودمار وقتل، مُبرزة روحها الطفولية العفوية، لتبقى خيالاتها ومشاهد «الفلاش باك» التي تتذكر فيها والديها زادها في مواجهة ظرفها الجديد.
وإن كان الفيلم انتصر لرصد تفاصيل حياة الفتاة الصغيرة، إلا أنه تناول في إطاره العام تأثير الحرب على العائلة والأطفال وما تتركه من أثر في النفوس.
أما فيلم «خلص الشحن» إخراج يزن نجدة أنزور، سيناريو مشترك بينه وبين نور الدين النجار، وإنتاج أكاديمية شيراز للفنون، فسعى لإلقاء الضوء على جانب من مشكلات الشباب وما يعانونه من صعوبات الحياة، من خلال حكاية اختار المخرج اسمي البطلين فيها بعناية ليشكلا دلالة تعكس رسالة الفيلم. فالشاب «كفاح» يريد الزواج من «أمل» الفتاة التي أحبها، إلا أن صعوبات كثيرة تعترضهما، ويعيش المشاهد عبر الأحداث تفاصيل المعاناة التي يتشابك فيها الوجع مع ابتسامة تغلًف قسوة الحياة، لينتهي الفيلم بالإشارة إلى بقاء الأمل في النفوس.

التالي