سورية الغنية عن التعريف.. صاحبة الإرث الإنساني العظيم.. بقيت على مرّ الزمان مشرعة الأبواب، هنية الحضور لكل من طرق بابها من أجناس وفئات مختلفة من أبناء الحياة، فهي الأم الرؤوم لأبنائها من مختلف أصقاع الجغرافية العربية، ورغم ما أصابها من هول الويلات والكوارث والحرب العدوانية الشرسة، التي استمرت لسنوات، ما أدى إلى شحّ مقدراتها، ما زالت تقدم زادها اللا محدود وطهر مائها لأهلها وضيوفها ونازحيها من دول الجوار، من فلسطين والعراق واليوم لبنان الشقيق نتيجة العدوان الصهيوني المتوحش ذي الوجه الإجرامي القبيح، تبلسم جراحاتهم وتلملم مآسيهم وتنشر الطمأنينة والسكون بين أهدابهم.
هي عاداتها وتقاليدها الأخلاقية، والوطنية والقومية، وقبل كل شيء الإنسانية التي تطغى على كل المفاهيم والتفاصيل، لم تعامل أحداً بالمثل وخاصة بعض ممن سبها وشتمها وخان عهدها ونكر جيرتها، بل وتآمر عليها وقت الشدة قبل الرخاء.
ترفع شعبها عن الصغائر ومدّ يد العون واستنفر قواه على أعلى المستويات، مؤسسات، وزارات، منظمات، جمعيات، متطوعون، تحضيراً واستعداداً وتنفيذاً دون منة، بل هو الواجب الحق لجسد عربي واحد مزقه طغيان الغرب ومشاريع التقسيم وفق تقاسم المصالح عبر سنوات طوال.
سورية درة الشرق كانت وما زالت وستبقى في هذا الكون أم الدنيا، بحضورها بكل التفاصيل فهي تكاد أن تكون الدولة الوحيدة في هذا المد المتصارع تتمتع برحمة الغفران وسماحة الفعل والسلوك قولاً وممارسة.