يسجل التاريخ الكثير من الأحداث الجسام التي مرّت بها الشعوب من جراء أطماع بعض الدول الغاصبة للحريات ولخيرات البلاد من دون وجه حق، فكانت الحروب والمواجهات الدامية من أجل تحقيق العدالة والتخلص من الظلم والاستبداد والعدوان، واجتمعت الشعوب حول قياداتها بكلّ شجاعة ووفاء وناضلت حتى تحقق لها النصر الذي كلل البلاد وحقق الحرية والاستقلال.
ولكن بالطبع كانت أثمان هذه الحريات غالية جداً تمثلت بمزيد من الشهداء والضحايا التي قدّمت قرابين كرمى حرية وكرامة الأوطان.
وخلدت في أسفار المجد والبطولة أسماء أبطال شهدت لهم ميادين المعركة بالتفوق والإقدام غير هيابين ولا وجلين، فكانوا بحق رموزاً وطنية تحتذى، وباتت مواقفهم منارات يهتدي بوهجها كلّ من سارعلى دروب النضال ضد أي معتد مهما اختلفت ألوانه وأشكاله.
وعندما نشهد اليوم استشهاد رمزمن هذه الرموزالذي وهب جل حياته للنضال من أجل قضايا عادلة ضد أعتى وأشرس عدوان يشهده العصر الحديث، لابدّ أن نتمثل سجاياه وتكون عنواناً للانتماء الوطني، وإيقونة للمثل العليا.
ولاشك أن المدارس والمعاهد والجامعات تشكّل البيئة الحاضنة لأبنائنا، من أجل تكريس فكرالمقاومة والتمثل بهؤلاء الرموز الأبطال والفخر والاعتزازبأمجادهم والسيرعلى خطاهم، فهم من سيحمل راية الكفاح ضد العدوان الذي يحاول النيل من حرية البلاد واقتصادها ومقدراتها الطبيعية.
رموزنا ملحمة كفاح لا تنتهي، وما يجري من استهداف لهم تذرف لأجله الدموع الحرى وتعتصرالقلوب وتنزف الروح بجرح لا يعرف للشفاء سبيلاً.

السابق
التالي