عشرات السنوات وتستمر الحرب العدوانية الإسرائيلية على الفلسطينيين، من احتلال ونهب الأرض وإبادة جماعية وتهجير واعتداء على المقدسات وعلى البنى التحتية والمراكز الحيوية والمستشفيات والمدارس وكل مظاهر الحياة.. وخرقت بممارساتها العدوانية مواثيق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان.
ويواصل الاحتلال الصهيوني ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 367 توالياً، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، مستهدفاً منازل وتجمعات النازحين وكل ما في القطاع، موقعاً عشرات الشهداء والجرحى يومياً.. وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار والنزوح.
عام على عملية طوفان الأقصى وغزة صامدة ثابتة على مبادئها والمقاومة متماسكة وتواجه بشجاعة، وهي نقطة مفصلية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وخطوة نحو الوجود والتحرير.. فلن ينسى الكيان الغاصب أبداً يوم السابع من تشرين الأول 2023، الذي يمكن وصفه ببساطة أنه أكبر هجوم تشنه المقاومة الفلسطينية على “إسرائيل” منذ بدء احتلالها لفلسطين عام 1948.
أعادت معركة “طوفان الأقصى” القضية الفلسطينية إلى الأجندة الإقليمية والدولية، وأدركت معظم دول العالم أن عدم حل القضية الفلسطينية لا يشكل فقط تهديداً للسلام والأمن الدوليين في الشرق الأوسط إنما على الصعيد العالمي برمته، وأصدرت المنظمات الأممية قرارات مهمة لصالح القضية الفلسطينية.
عام كامل تغيّر فيه وجه العالم وأعيد ترتيب الملفات والأوراق بشكل جذري حاسم.. ما نتج عنه وجود أسس قانونية متينة في محكمة العدل والمحكمة الجنائية الدولية تعتبر فلسطين دولة، وتقضي بأن أي عمل إجرامي له أثر على الأراضي الفلسطينية يقع ضمن اختصاصها، وبالتالي باتت فلسطين قضية ستحدث تحولاً دبلوماسياً لا رجعة فيه.
