حين يكون العملاء والجواسيس عيون العدو في أرضنا ومحيطنا وربما بين ظهرانينا، يتسترون بعباءات الوطنية المزيفة، وشعارات اللطف والمكر والخداع .. يتلونون كما تغير الحرباء جلدها وفقاً لمصالح أسيادهم، هنا تكون طعنة القلب والظهر مضنية..
لسنا مخطئين عندما نقول: إن العدو مهما امتلك من مخالب ومجسات وأقمار صناعية يصعب عليه تتبع الهدف الذي يريده ليتصيده إن لم يكن لديه عيون خائئة على الأرض تشي وتخبر وتعلم وتترك أثراً لهذا المكان وذاك كنقطة علام وماشابه. ولعل أقرب مثال على ذلك هو كيف علم العدو الاسرائيلي، بهذه اللحظة والدقيقة أن سيارات الإسعاف الإغاثية في هذه النقطة من الجغرافية السورية ..؟؟ وكيف عرف ذاك الشخص في هذا البناء من الأمكنة؟؟ الجواب ليس صعباً بالتأكيد لأن عيون الخونة جزء من عدة الشغل، هي أمثلة صغيرة جداً في محطات الخيانة الكبرى.. لكنها تعني الكثير لمعتنقي الشر.
في هذا الزمن الرديء الذي خلع فيه الكثير من أبناء البشرية ولاسيما حكومات الدول الاستعمارية الغربية ومن يتبعها في الجهات الأربع عن كاهلهم معطف القيم ورداء الإنسانية..زمن طفح فيه الظلم والقهر والقتل والموت والخراب والدمار، من دون أدنى شفقة أو رحمة أو نظرة تقدير لكينونة الانسان، ولاسيما في هذا الشرق. فإن الكارثة لاشك أعم وأشمل وأخطر، حيث حرب الابادة الجماعية وسياسة الأرض المحروقة للبشر والحجر والشجر ينفذها الكيان الغاصب بدم بارد وحقد عارم.
نقول :تباً لهكذا ظروف جعلت أمننا الاجتماعي مثقوباً يتسابق فيه الدخلاء ممن اشتريت ذمتهم وضمائرهم ، للمساهمة والمساعدة لطعن الوطن حين يكون من ضمن عدة التجسس وإعلام الآخر ليكون عين المتربص بنا، والعدو لاشك أنه يستفيد أيا كانت المعلومة والوشاية ونوعها.
هي التقنية التي استعبدت بني البشر بشكل أوبآخر ..ليس كلّ البشر.. لكن- أغلبهم- باتوا تحت مرمى سطوتها وقرصنتها وتجسسها وتتبعها لأخبار من هم تحت عيونها تراقبهم بدقة متناهية، كحال الدول الممانعة والشعوب المقاومة لسياسة الصهاينة والأميركان والدول الغربية الداعمة لسياسة الموت . وفي المقدّمة سورية وفلسطين ولبنان والعراق ومن ينضوي تحت محور المقاومة .
يبدو أن التقنية هي السلاح الأخطر اليوم على العقول والنفوس والبيئة وأمن المجتمعات وقدراتها ومستقبلها فهل نحن متيقظون؟ .
السابق
التالي