مزاج ديمقراطي ..أم ديمقراطية مزاج ..

ثورة أون لاين: خلال شهر واحد .. في 3 تشرين الأول 2014 قررت السويد الاعتراف بدولة فلسطين , وفي 13 منه 2014 صوت البرلمان البريطاني بأغلبية كاسحة 274 عضواً مقابل 12 في مجلس العموم أيضاً لصالح الاعتراف بدولة فلسطين ,

وبعدها بأيام فقط صوت البرلمان الاسباني أيضاً لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية , ثم بعدها بأيام أخرى صوت البرلمان الفرنسي «الجمعية الوطنية « بواقع 339 نائباً مقابل معارضة 151 لصالح الاعتراف أيضاً بدولة فلسطين .. وربما لن يلفظ العام الجاري آخر أيامه قبل أن تصوت كل أوروبا على الدولة الفلسطينية الموعودة والعتيدة !‏

لسنا نعارض أبداً ما تفعله برلمانات أوروبا حيال مشروع الدولة الفلسطينية , بل على العكس , نشد على أيدي نوابها وممثلي شعوبها , وندعوهم إلى المزيد المزيد من انتهاج سياسات العدل والإنصاف تلك ..لكن :‏

قبل شهر واحد , ولأكثر من ستين عاماً إلى الوراء كانت حكومات أوروبا وبرلماناتها ترفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية ولا حتى الإشارة إليها , كانت تلك الحكومات والبرلمانات منتخبة وديمقراطية وتمثل شعوبها أحسن تمثيل على رأي الغادي والآتي .. ولم تتذكر مرة إنصاف الفلسطينيين ومشروعهم في الدولة المستقلة , ثم وخلال شهر واحد يصوت المنتخبون والديمقراطيون وبأغلبيات ساحقة لصالح ما كانوا حتى قبل أيام فحسب يرفضونه وبشدة .. مع أنهم لا يزالون منتخبين وديمقراطيين , ما يعني الحيرة والتساؤل :‏

هل كانت الشعوب الأوروبية عمياء لعشرات السنين واستعادت بصرها وبصيرتها خلال أيام وألزمت ممثليها التصويت على ما لم تصوت عليه من قبل أبداً , أم كانت مضللة ومغرر بها ثم صحت ووعت بهذه السرعة وعبر ممثلوها في البرلمانات عن صحوها ووعيها المفاجئين ؟‏

بل , هل كانت برلمانات أوروبا الممثلة لشعوبها مزيفة وغير ديمقراطية البتة طوال عشرات السنين , ثم ما لبثت أن أدركت الحقيقة والديمقراطية معاً بين ليلة وضحاها , أم أنها كانت غير ملتزمة رأي عامة شعوبها , واليوم استدركت واستعادت التزامها ؟‏

أي رأي عام أوروبي ذاك الذي انقلب على ذاته فجأة , وأي ديمقراطية تلك التي استعادت وعيها واستدارت مئة وثمانين درجة ؟‏

ألا ترون معي أن ثمة حلقة مفقودة في سلسلة ما يجري , ففي هذه المعمعة حامية الوطيس سواء في الغرب « المتخم « بالديمقراطية أو في الشرق المتزلزل بضجيج طبولها .. فإن ثمة من يقود من الشعوب والبرلمانات والحكومات الأوروبية وثمة من يقاد منها , وثمة من يقدم أجوبة دون أسئلة وثمة من يسأل دون أن ينتظر جواباً , بل ثمة ما يلمع من بعيد ورائحته قذرة من قريب , وثمة ما يبدو شاحباً بائساً وهو نظيف عطر !!‏

فإذا كانت الديمقراطية مزاجاً رائقاً أو معتكراً فتلك طامة , وإذا كان المزاج ديمقراطياً أو مستبداً فالطامة أكبر ؟‏ 

خالد الأشهب

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب