آلاف الشهداء.. أطفال مقطعة الأوصال، آباء جرحى، أمهات ثكلى، شيوخ مقعدون.. قصف للمنازل ومراكز الإيواء، ونسف وتدمير أحياء سكنية كاملة، ومنع إدخال الطعام والمياه، والمساعدات الإنسانية والطبية.. خلّف مئات الشهداء والجرحى بقطاع غزة المحاصر.. ويستمر العدوان الإسرائيلي ويسعى من خلال جرائم الإبادة إفراغ القطاع من سكانه.
يتعرض شمال غزة، كما جميع مناطق القطاع، لدمار هائل للمنازل والبنى التحتية والمنشآت المدنية والخدمية، وتكثيف استهداف البنى التحتية، وخاصة المنظومة الصحية والتي تقوم بواجبها في إنقاذ حياة المرضى والمصابين، في محاولة واضحة لإخراجها عن الخدمة.
جراء العدوان والقصف الإسرائيلي لا يمكن إحصاء أعداد الشهداء والمفقودين، إضافة لما ينفذه الاحتلال من عمليات إعدام لمدنيين اعتقلهم شمالي القطاع، فالأرقام كبيرة، وما يعلن من أعداد فهو ما يتمكن من انتشالهم، كما وجدت أعداد كبيرة من جثث الشهداء في الشوارع دهستها الدبابات.
خلَّف العدوان الإسرائيلي الهمجي على المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة منذ بداية تشرين الأول 2023، حتى الآن أكثر من 145 ألف شهيد وجريح، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة أودت بحياة الكثيرين من الأطفال والنساء والمسنين.
بين الموت والتهجير، يؤكد الفلسطينيون صمودهم في وجه الاحتلال والإجرام الإسرائيلي، ويرفضون فكرة النزوح إلى أي مكان آخر غير منازلهم أو المناطق القريبة منها.. شعب يعلم تماماً أنه مهما اقترف الاحتلال الإسرائيلي من عدوان ودمار، وجرف أشجار الزيتون، ولم يبق على غصن زيتون واحد، وانتزع كل معالم الحياة، فهم شعب لا يموت.. ولن يموت.. ولن يخيفه الحديد والنار.
السابق