الثورة- رنا بدري سلوم:
المراهقة أو اليفاعة هي العمر الفاصل بين الطفولة والرشد، الفترة العمريّة الحساسة المُمتدة من 13 إلى 25 عاماً، تختلف في بدايتها ونهايتها من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر، وعلى حسب الجنس أيضاً والبيئة والظروف المحيطة، كلّ تلك التحوّلات الفيزيولوجية والسيكولوجية كانت تغيب بعض الشيء عن النصوص المسرحيّة المعروضة على خشبة مسرحنا المحلّي، الأمر الذي دفع معدّ ومخرج مسرحيّة «بطرس والعسل السحري» أسامة عكام أن يختارها ليلقي الضوء عليها فهي تحكي عن أبرز وأهم المراحل العمريّة التي يمر فيها الإنسان.
«اليفاعة» مرحلة مفصليّة ودقيقة لرسم وبلورة الشخصيّة وفقاً لعكام، مشيراًفي حديثه عبر الهاتف لصحيفة الثورة إلى ندرة الأعمال الأدبيّة والفنيّة التي تخاطب هذه المرحلة في وطننا العربي، ولعل أبرز من تناول هذه المرحلة هم أدباء وفنانو روسيا أديبّاً وفنيّاً، لذلك اختار النص المسرحي «بطرس والعسل السحري» للكاتب الروسي « ليف أوستينوف».
الرسالة الفكرية للنص تحثّ على نهل العلم والمعرفة وعدم اليأس وإيقاظ الأمل في النفس والتمسّك بمبدأ العمل وضرورة التعاون، وبعض القيم الإيجابيّة التي يطرحها النص بطريقة ممتعة، وفقاً لعكام، إضافة إلى تقديم الموسيقا والرّقص كقيم جماليّة أساسيّة وملحّة في حياة الإنسان. والتأكيد من خلال العرض على مفهوم تكامل الأجيال بدلاً من صراعها. بالإضافة إلى مواضيع فكريّة مهمّة مصحوبة بعناصر الفرجة والتشويق والخيال وإيقاظ الدّهشة لدى المتلقّي، بحيث يناسب العرض اليافعين وجميع الفئات العمريّة.
يبيّن عكام أن الممثلين يتواجدون على خشبة المسرح في أغلب المشاهد مجتمعين لأن الأحداث تدور في ساحة مدينة مما يتطلّب تكثيف التدريبات للوصول إلى أقصى حالات التناغم والانسجام بين الشخصيّات، ويشارك في المسرحيّة تسعة ممثلين متميزين وموهوبين وهم – وكما شخوص المسرحيّة – ينتمون لأكثر من جيل لتمازج الحماس والخبرة.
مسرحيّة «بطرس والعسل السحري» حكاية لليافعين يقدّمها مسرح حلب القومي «مديريّة المسارح والموسيقا»، وتُعرض على مسرح دار الكتب الوطنيّة في حلب، بدءاً من يوم الثلاثاء في الثاني عشر من الشهر الحالي، وتستمر لمدة سبعة أيام.