الثورة – ديب علي حسن:
“تداعيات المتنبي بين يدي سيف الدولة”.. مجموعة شعرية للشاعر الراحل خالد محيي الدين البرادعي صدرت عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق عام ١٩٧٦م.
هي اختيارنا اليوم من مكتبة الرصيف .
تحمل على الصفحة الاولى إهداء بخط الشاعر وتوقيعه يقول الأستاذ سعيد حمادة رفيقاً وإنساناً وتحية حب خالصة.
خالد محيي الدين ١٩٨٤م .
من أجواء المجموعة نقنطف:
النبوءة
قيل لي: طفل “غريب” سوف يأتي بعد أن تغلق أبواب الزمان
مثل عصفور مهاجر –
هارباً من صخب الشجن بأطلال العصور
قيل: يأتي مقبلاً من مدن الملح، وحارات الدخان
قيل لي:
كل تواريخ المآسي
لمحة” من عمره أو المحتان
زغب” في ريشه ينقضه
قبل اقتحام السور والأفق وأبواب الزمان
أخضر الكفين ضوئي الخطى
لجناحيه حفيف الفاتحين واخضرار الفاتحين وشميم الفاتحين
من أسفار سيف الدولة
يا خولة، وحدي أركض في الصحراء
شردني الأحباب عن السيف العاشق والمعشوق،
وظل معي،
يعلم مثلي، وينام على الأحزان بدون غطاء
لا أبصر شيئاً،
لا أسمع شيئاً،
رغم تكاثرها الأشياء
كنت وحيداً لما صادفت المذبوحين من الخلف،
يجرون رؤوسهم للماء
رغم الظمأ القاتل يسقون الأحلام دما
كفكف حرس الزور سخونته،
فتسرب سرا للأطفال الظمأى ، للأحلام الظمأى
من تحت خطى الخلفاء
كانت تهرب من أيديهم أوراق خضر” ، فيها أسماء” للعشاق،
وفيها صور للشهداء،
وبنادقهم ثكلى،
تسأل عن موضعها بين الظلمة والضوضاء
قال العراف المصلوب أمام قوافلها :
وعد آخر ،
فجر” آخر ،
العصر الأخير ،
صبراً يا جيش العشاق على الظلماء
كانت فوق صليب العراف سحابة
تكبر إذ يصغر ،
واتسعت حين تقلص،
واتخذت شكل بنفسجة ،عدتها بالتفت
وإذا ما عانق طول الخطوة خصر العين،
خلعت أزهار طموحي من تربتها،
وتبدى الكون،
داراً يحرسها الأجناد،
وتملأها أسلاب الخلفاء
يا خولة
لما اكتملت دورة حزني،
وانسدت دائرة الزمن الأعمى حولي،
والحبل الأسود – مشدوداً كان على سيفي ويدي –
انفجر الحلم المسكون دماً،
وتمت أوراق الحكمة تحت وسادي،
بطاقة
ولد في مدينة يبرود السورية، عام 1934، عاش بين سورية ولبنان والخليج العربي. وتوفي ٢٠٠٨ شارك في تأسيس اتحاد الكتاب العرب عام 1969 إلى جانب نخبة من المفكرين السوريين آنذاك، كما شارك في أكثر من ستين ندوة ومؤتمراً أدبياً ولقاء فكرياً ومهرجاناً شعرياً في سورية والوطن العربي وبعض بلدان العالم بدءاً من عام 1969، كُتِبَ عن شعره ومسرحه أكثر من أربعين رسالة وأطروحة جامعية ورسالة تخرج وحلقات بحث في جامعات سورية والوطن العربي وبعض جامعات العالم وبالتحديد في جامعات: دمشق-تشرين ـ حلب ـ البعث في حمص ـ الإمام محمد بن سعود ـ وجدة ـ مراكش ـ مكناس ـ محمد الخامس الرباط –موسكو، وتُرجم جانب من شعره ومسرحه إلى اللغات: الفرنسية والإنكليزية والإسبانية والفارسية والروسية والأوكرانية والأندونيسية والتركية.