في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.. يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة، مرتكباً مجازر مروعة عبر قصف المنازل ومراكز الإيواء ونسف وتدمير وحرق أحياء سكنية كاملة، إضافة إلى منع إدخال الطعام والمياه والمساعدات الطبية إلى المنطقة، مما خلّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى في ظل تعطل شبه كامل لعمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني نتيجة استهدافها من العدوان الإسرائيلي ومنعها من تأدية مهامها.
وحسب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالإنابة جويس مسويا فقد أكدت أن الفلسطينيين يعانون “أهوالاً تفوق الوصف” في شمال قطاع غزة المحاصر، وتحدثت عن تهجير عشرات الآلاف قسراً، وقالت: أخبار مروعة من شمال غزة حيث لا يزال الفلسطينيون يعانون أهوالاً تفوق الوصف تحت الحصار الذي تفرضه القوات الإسرائيلية”.
تم تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين قسراً، ونفذت الإمدادات الأساسية، وضُربت المستشفيات ودمرت.. ومست سياسة التجويع الإسرائيلية بحياة نحو مليوني و400 ألف نسمة، وتركت تداعيات خطيرة تتمثل في نقص الغذاء والدواء وشلل اقتصادي كامل.. إنه عقاب جماعي مفروض على الفلسطينيين في غزة، الذين يتعين عليهم الاختيار بين النزوح القسري أو القتل.
وإمعاناً في سياسة التجويع، تعمّد الاحتلال الإسرائيلي تدمير البنية التحتية الزراعية، وقيّد الوصول إلى الموارد الأساسية للزراعة مثل المياه والأراضي، وأدى إلى توقف إمدادات المياه والغذاء والوقود، مما تسبب في انهيار جميع القطاعات المرتبطة بالغذاء، كما أن وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع يواجه عراقيل كثيرة، وبحسب هيئات دولية فإن حالة الجوع الحالية هي نتيجة التضييق والقيود الإسرائيلية.
إن العدوان على غزة ابتداء ثم توسيعه لتشمل الضفة ولبنان، لم يكن مجرد عملية للانتقام مما جرى في 7 تشرين الأول 2023، بل حرباً لتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية، وفرض الحصار والتجويع والتهجير القسري.
السابق
التالي